بعد نشر حزب الله “عماد 4″.. محلل عسكري لـ” العاصفة نيوز”: معنويات لبيئته ورسالة للداخل


دلالات كشف حزب الله عن أحد أنفاقه.. وكيف تلقّف الشارع اللبناني الفيديو؟

نشر حزب الله في الساعات الماضية، فيديو لمنشأة عسكرية تُدعى “عماد 4” تحتوي على عدد من الراجمات الصاروخية والتجهيزات العسكرية، في أنفاق تحت الأرض.

وأظهر الفيديو، الذي نشره الإعلام الحربي لحزب الله، شاحنات ضخمة تحمل صواريخ ثقيلة، لم يُحدّد نوعها، تجول في أنفاق كبيرة ومجهّزة بالإلكترونيات وإضاءة تحت الأرض، في إشارة إلى حجم المنشأة، فضلاً عن العناصر الملحسين الذي يتنقلون على الدراجات النارية.

 

الفيديو أثار تفاعلاً وجدلاً كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد استدعى تعليقات مؤيدة من جمهور حزب الله الذي اعتبر أن ما كشفه حزب الله هو جزء بسيط لما يعدّه لإسرائيل، في حين عبّر المناهضون لحزب الله من اللبنانيين عن استيائهم من المشاهد التي بثها الفيديو لجهة أن الأنفاق لم تستدعِ أي تحرّك من الحكومة.

وإذ لجأ البعض إلى أسلوب التهكم تعقيباً على منشأة “عماد 4“، ألمح البعض إلى أن الفيديو مفبرك وقد لا يكون صحيح.

تعليقاً على هذه التطورات، رأى المحلل العسكري العميد المتقاعد سعيد القزح أن الفيديو لا يحمل جديدًا، ولا يكشف قدرات جديدة للحزب خصوصاً أن امتلاكه لصواريخ بعيدة متعددة الأسماء من زلزال وفاتح وفجر ورعد، هو أمر معروف منذ زمن، وقد أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هذا الأمر أكثر من مرة.

ولفت “القزح” في تصريح خاص لـ” العاصفة نيوز” إلى أن الأنفاق أو المنشآت الموجودة تحت الجبال متداول بها بين العامة أيضاً، ولذلك فإن اسرائيل تعلم حكمًا بذلك ولديها المعلومات عنها. مضيفًا: “الفيديو نُشر بحجة ردع إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تحتاج إلى فيديو حتى ترتدع، ولن ترتدع إذا كانت تريد تنفيذ عملية في لبنان”.

وأوضح المحلل العسكري أن نشر هذا الفيديو هو رسالة موجهة إلى بيئة حزب الله أكثر مما هو موجهًا إلى إسرائيل، قائلا: “الفيديو يهدف لرفع معنوياتها وإعطائها جرعة دعم خاصة بعد الضربات الممتتالية التي لحقت بالحزب وعدم الرد حتى الآن على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر”.

وقال: إنها رسالة للداخل اللبناني ومعنويات لبيئته ويهدف لاستنهاض هذه البيئة وشد العصب، لأن هناك الكثير من التململ، وهناك نفمة صامتة في جمهوره.

إلى ذلك، اعتبر مغرّدون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأنفاق ليست موجودة في لبنان وأن اللقطات المصورة تعود لأحد الأنفاق.

من جهته، لم يستبعد القزح أن تكون الفيديوهات من لبنان. وقال لـ” العاصفة نيوز”: ليس صعبًا أن تكون هذه المنشأة داخل لبنان إذ أن هناك مناطق كثيرة يسيطر عليها حزب الله ويمنع الدخول إليها او التجول بالقرب منها، وهو منذ العام ٢٠٠٦ يحضر نفسه للحرب مع إسرائيل، وبالتالي ليس من الصعب عليه بناء هكذا منشأة خلال 18 سنة.

ورداً على سؤال، أضاف: لا يمكننا التكهن بأماكن تواجد هكذا أنفاق وارجح ان تكون منتشرة في أكثر من منطقة.

ويأتي فيديو الأنفاق وسط التوتر في منطقة الشرق الأوسط والتخوّف من اندلاع حرب واسعة النطاق، خصوصاً بعد توعّد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية في طهران، وإعلان حزب الله أنه سيرد على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ثلاثة أنواع من الأنفاق

بحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن ثمّة ثلاثة أنواع من الأنفاق: الأولى دفاعية تسمح لمقاتلي الحزب بالاحتماء من غارات الطائرات، والثانية أنفاق هجومية تصل إلى الداخل الإسرائيلي، والثالثة تتكوّن من أنفاق لإخفاء منصّات إطلاق الصواريخ، كما ظهر في فيديوهات “حزب الله” المتعدّدة، وآخرها “عماد 4”.

وبحسب معهد “ألما”، تمكن “حزب الله” من بناء هذه الأنفاق بمساعدة إيران وكوريا الشمالية.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى