تأخر الرد الايراني بين مفاوضات غزة وجهوزية حلفاء اسرائيل

العاصفة نيوز/ متابعة

أجرت أذربيجان، حليفة إسرائيل الوثيقة، مناورات للدفاع الجوي بعد أيام فقط من إجراء جارتها الجنوبية إيران اختبارات بحرية بالقرب من حدودهما المشتركة.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم السبت، على موقعها الإلكتروني، إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام إس-300 بعيد العاصفة نيوز، للتدرب على الدفاع عن المنشآت المهمة ضد هجمات صاروخية “وهمية“.

فيما كشف بعض التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية أن طهران وحزب الله خفضا مستوى التأهب في وحدات الصواريخ والقذائف الخاصة بهما، حسب ما أكد خمسة مسؤولين إسرائيليين.

كما لفتوا إلى أن إيران أجلت ردها على إسرائيل انتقاماُ لاغتيال رئيس حركة حماس في العاصمة طهران، من أجل إعطاء فرصة لمحادثات وقف النار في غزة، والسماح للوسطاء بمواصلة مساعيهم في هذا السياق، وفق ما أفادت “نيويورك تايمز“.

 الاصدقاء وحائط الصد

وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية ذكرت إن مناورات دفاعية جرت في القاعدة البحرية في مدينة أستارا شمالي البلاد الثلاثاء الماضي.

وقالت الوكالة إن القوات البحرية الإيرانية شملت مهاجمة أهداف افتراضية.

حيث تخشى إيران أيضا أن تستخدم أراضي أذربيجان لشن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران. وإسرائيل مزود كبير للأسلحة إلى باكو.

واستعاد الجيش الأذربيجاني، المجهز بأسلحة إسرائيلية وتركية عالية التقنية، السيطرة على المنطقة التي كانت قد خرجت من سيطرة باكو بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991.

ويعود جزء كبير من المشاكل بين إيران وأذربيجان إلى حرب ناغورنو قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا في 2020.

نفي

وفي اب الجاري طلب الجيش الإسرائيلي من جنوده وضباطه الموجودين في جورجيا وأذربيجان مغادرتها فورا وعدم السفر إلى البلدين خوفا من أي عملية انتقامية من جانب إيران.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يجري تقييما متواصلا للأوضاع الأمنية ويحدّث قائمة الدول التي يحظر على الإسرائيليين السفر إليها في ضوء الوضع الأمني الراهن.

ويأتي القرار الإسرائيلي ضمن التدابير والاحتياطات الأمنية التي تتخذها إسرائيل تحسبا لهجوم إيراني ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، وردا من حزب الله على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في بيروت.

في المقابل، نفت هيئة الإعلام الأذربيجانية “وجود وحدات عسكرية تابعة لأي دولة أجنبية” على أراضيها، وأضافت “بعض الدول تنشر في وسائل الإعلام معلومات غير صحيحة، وندين بشدة التلاعب في ذلك”، دون أن تذكر اسم تلك الدول.

فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “من المتوقع أن يقرر رئيس الأركان هرتسي هاليفي إنشاء فرقة جديدة تنتشر على طول الحدود الأردنية في “أعقاب التهديدات المتزايدة“.

وأضافت الإذاعة أن الفرقة الجديدة سيتم نشرها على طول مئات الكيلومترات.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بحث مع نظيره الأميركي لويد أوستن التنسيق العملياتي والإستراتيجي في ضوء التطورات الأخيرة.

محادثات ولكن

وتشير التوقعات إلى أن إيران تؤجل أعمالاً انتقامية مخطط لها ضد إسرائيل، للرد على اغتيال إسماعيل هنية، والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، في يوليو الماضي، لتمنح الوسطاء الوقت اللازم لبذل الجهود من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون وإيرانيون وإسرائيليون، الجمعة، لصحيفة “نيويورك تايمز”.

حيث تدخل حرب إسرائيل على غزة يومها الـ316، ومع انتهاء جولة أخرى من المفاوضات في الدوحة، وُصفت بأنها “الأكثر إيجابية”، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، قال مسؤول أميركي كبير إن “الاتفاق جاهز للمضي قدماً”، بعدما قدمت واشنطن بدعم من مصر وقطر مقترحاً جديداً لـ”سد الفجوات” بين “حماس” وإسرائيل.

حركة “حماس” بدورها، وصفت “محاولة واشنطن لإشاعة أجواء إيجابية” بشأن الاتفاق بأنها “كاذبة”، الأمر الذي توافقت معه تقارير إسرائيلية أيضاً، إذ أشارت إلى أن “محادثات قطر” التي استمرت على مدار يومين “لم تحقق انفراجة كبيرة”، بينما شدد الرئيس الأميركي جو بايدن في أعقاب اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، على أنه “لا ينبغي لأي طرف تقويض جهود الاتفاق”.

السؤال المهم

حاول موقع “أويل برايس” الأميركي الإجابة عن السؤال الذي يتردد بقوة حاليا بشأن عدم رد إيران على قتل إسرائيل القائد الفلسطيني إسماعيل هنية.

سرد الموقع تهديدات إيران المبكرة بالانتقام من إسرائيل، ومن بينها تهديد من المرشد الإيراني علي خامنئي. وذكر أن الهجوم الإيراني أو هجوم حزب الله كان وشيكا خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أدى هذا التوقع إلى نوبات متكررة من الهستيريا على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونقل عن محللين قولهم إن فكرة أن إيران تؤجل انتقامها، لأنها تتطلع إلى التأثير النفسي الذي تحدثه، هي عذر أكثر من كونها إستراتيجية مناسبة.

وقال إن هناك إجماعا بين المحللين على أن المناقشات الداخلية المكثفة، وتعقيد التنسيق مع الوكلاء، وتقييم المخاطر المرتبطة بالهجوم، ساهمت جميعها في تردد إيران.

وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، “أعتقد أنهم يستمتعون حقا بمشاهدة إسرائيل عالقة في فترة الانتظار هذه، ودفع ثمن اقتصادي باهظ”. لكن تداعيات هذا الترقب تبقى سيفا ذا حدين يضر بإيران وحلفائها أيضا.

وحذر مايكل هوروفيتز، رئيس الاستخبارات في شركة “لو بيك إنترناشيونال” الاستشارية التي تتخذ من البحرين مقرا لها، من أن “التأثير السلبي على تل أبيب، سواء كان ذلك الضغط على الجبهة الداخلية، أو التعبئة العسكرية، وحتى العواقب الاقتصادية، لن يقتصر على إسرائيل، بل سيؤثر على إيران ولبنان أيضا“.

وقال محللون إن الفكرة القائلة بأن إيران تؤخر انتقامها لأنها تستمتع بالتأثير النفسي الذي تحدثه تبقى ذريعة أكثر من كونها إستراتيجية مناسبة. واتفقوا على أن المناقشات المحلية المكثفة، وتعقيد التنسيق مع الوكلاء، وتقييم المخاطر المرتبطة بالهجوم، ساهمت في التردد الإيراني. وقال زيمت إن إيران “تواجه معضلة كبيرة” لأن بعض العناصر في إيران تشعر بالقلق من أن هجوما واسع النطاق قد يجر البلاد إلى حرب مع إسرائيل وربما حتى الولايات المتحدة في الوقت الذي يريد فيه خامنئي والحرس الثوري الإيراني القوي استعادة الردع الإيراني في مواجهة تل أبيب.

يأتي ذلك في وقت تتوعد فيه إيران برد قاسٍ على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية الشهر الماضي، وتزامن ذلك مع رفع إسرائيل جاهزيتها العسكرية والأمنية لمواجهة الهجوم الإيراني المتوقع، مع حشد الدعم من دول أوروبية فضلا عن الدعم الامريكي لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى