معظم الإصابات بالوجه واليدين.. ماذا جرى في لبنان وكيف تم تفجير أجهزة اتصالات حزب الله؟
ما هي أجهزة الـ pagers التي انفجرت بيد عناصر حزب الله في لبنان وكيف يمكن أن تنفجر؟
أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب نحو 2750 آخرين – 200 منهم في حالة حرجة – في سلسلة من التفجيرات المتزامنة لأجهزة النداء في أنحاء لبنان.
في غضون ذلك كشف، حزب الله في بيان مقتل ثلاثة أشخاص هم طفلة واثنان من عناصره، في انفجارات متزامنة لأجهزة اتصالات الثلاثاء أدت إلى إصابة مئات آخرين بصفوفه بجروح.
وقال الحزب “انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة”، مضيفا أن الانفجارات أدت إلى “مقتل طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.
وأكد مصدر مقرب من حزب الله أن ابن النائب في حزب الله علي عمار من بين القتلى.
طوارئ بالضاحية الجنوبية
من جانبها كشفت الصحافية اللبنانية فاطمة البسام في تصريحات خاصة لـ” العاصفة نيوز” أن محيط الضاحية الجنوبية لبيروت يشهد حالة من الهرج والمرج، وكذلك مداخل الضاحية، على خلفية الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصالات، التي تقول وكالة رويترز نقلا عن مصادر أمنية، إنها أحدث طراز جلبه حزب الله في الأشهر الأخيرة.
وأضافت البسام أنه تم غلق معظم الطرقات بالمنطقة، لتسهيل حركة سيارات الإسعاف التي هرولت لنقل الجرحى، مشيرة إلى ان معظم الإصابات مركزة بالوجه واليدين.
وتابعت البسام في تصريحاتها لـ” العاصفة نيوز”، أن بعض المستشفيات افترشت الأرض بالخارج لتقديم العلاج والإسعافات لبعض الجرحى ميدانيا، نتيجة امتلاء الأسرة وعدم توافر أماكن لتقديم العلاج بالداخل.
ولفتت إلى أن الإصابات التي كانت تحتاج إلى تدخلات طبية أكبر، أو معدات كبيرة كان يتم نقلها إلى المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت، مضيفة أن الساعات الماضية شهدت انتشارا كبيرا لأفراد الجيش اللبناني ، لا سيما على مداخل المستشفيات، لتسهيل عمل الأطباء، وتقليل تدافع المواطنين الذين أعاق بعضهم عمل الكوادر الطبية.
ماذا نعرف عن أجهزة الـ pagers؟
من جانبه تحدث الصحفي اللبناني محمد الجنون عن أجهزة الـ pagers التي تم اختراقها وتسببت في هذه الانفجارات، موضحا أن “البايجر” هو جهاز لا سلكي قديم ذو تقنية قديمة لا يعمل عبر الانتنرت وليس موصولا بـ”جي بي إس” أو تقنيات اتصال خارجية، وإنما يعمل من خلال شبكة داخلية.
وقال الجنون في حديثه مع “ العاصفة نيوز” أن هذا الجهاز يستخدم لإرسال واستقبال الرسائل النصية أو الإشعارات بين العناصر الحزبية التي تستخدمه، لافتا إلى أن حزب الله أكد استخدام الجهاز من قبل عناصره وكوادره في مختلف القطاعات.
هذا الجهاز بشكل أو بآخر ذات استخدام قديم جدا في تمانينات القرن الماضي لكن تم احالته الى التقاعد بعد ظهور الهواتف الخلوية
وأضاف الجنون أنه على الرغم من أن استخدام الـ pager قد تراجع بشكل كبير مع تطور الهواتف الذكية، إلا أنه لا يزال يُستخدم في بعض المجالات.
كيف تم اختراق الـ pagers؟
وعن كيفية اختراقه، رجح الجنون وفقا لخبراء ولما يتم تداوله حاليا، أن يكون تم ذلك، من خلال اختراق الشفرة الخاصة بهذا الجهاز وبالتالي يمكن تفجيره عن بعد من خلال تحريك برمجية أو ثغرة معينة بحيث تجعل الحرارة ترتفع داخله وبالتالي ينفجر.
وأوضح أن ارتفاع الحرارة لا يحدث إلا من خلال بطارية الليثيوم المزود بها الجهاز ما أدى إلى انفجارها، علما بأن هذا النوع من البطاريات قابل للاشتعال والانفجار بشكل كبير، لكنه أشار إلى أن الأضرار الناتجة عن هذه الانفجارات تتوقف مدى قوتها على حسب المنطقة القريبة من الجهاز، وربما لذلك كانت معظم الإصابات متركزة بالوجه واليدين.
إسرائيل المتهم الوحيد
وحمّل حزب الله في بيان إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن الانفجارات التي طالت أجهزة اتصاله في مناطق مختلفة في لبنان.
وقال حزب الله في بيانه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم (…) فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي”، مضيفا أن “هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل”.
من جانيه اعتبر مجلس الوزراء اللبناني أن ما جرى يشكل خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية واجراما موصوفا بكل المقاييس من قبل إسرائيل، مشددا على أن الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الاجرام المتمادي.
إلى ذلك، أعلنت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية عن إصابة السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى اماني، في انفجار جهاز اتصال لاسلكي، مشيرة إلى أنه نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأن إصابته ليست خطرة.