معلومات مضللة أغرقت الشارع اللبناني في الساعات الأولى لانفجار أجهزة البيجر


معلومات مضللة أججت حالة عدم اليقين والخوف بعد انفجار أجهزة البيجر

قُتل 12 شخص بينهم طفلان وعاملون بالقطاع الصحي، وأصيب نحو 2800 آخرين بجروح، بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة نداء لاسلكية يحملها عناصر لحزب الله في مناطق عدة بلبنان في هجوم غير مسبوق حمّلت الدولة اللبنانية وحزب الله إسرائيل المسؤولية عنه.

في الساعات الأولى للحدث، طغت حالة من عدم اليقين والصدمة في الشارع اللبناني، وبدا الوضع أرضاً خصبة لتداول المعلومات المغلوطة والمضللة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

من بين المعلومات التي تم تداولها وأثارت قلق المواطنين، هي إمكانية انفجار ألواح الطاقة الشمسية، لا سيما تلك المربوطة بشبكة الانترنت، وهي في الواقع واسعة الانتشار في جميع أنحاء البلاد.

وعلى الأثر كثُرت الأصوات والآراء، غير الموثوقة، التي تنصح بفصلها عن الانترنت وعن الطاقة الكهربائية لتجنّب تعرضها لأي انفجار.

بالتوازي، انتشرت معلومات مغلوطة أيضاً عن إمكانية تكرر مشهد البيجرز على الساعات الذاكية، ووُزعت على مجموعات الواتساب نصائح بالاستغناء عنها في الوقت الحالي، والابتعاد عنها.

هذه المعلومات تبيّن أنها غير دقيقة وبعيدة عن الواقع، بدليل هدم تسجيل أي حادث مرتبط بما تم تداوله، وقد اقتصرت الانفجارات على أجهزة بيجرز المزوّد بها عناصر حزب الله.

ماذا عن الأطقم الطبية؟

من بين الأخبار المغلوطة التي انتشرت كالنار في الهشيم يوم الثلاثاء كان تسجيل صوتي مفاده أنه أحد المستشفيات المعروفة في العاصمة بيروت عمد إلى سحب أجهزة البيجرز من الأطباء والممرضين في الفترة التي سبقت الحدث من أجل تحديثها أو إصلاحها، مما أوحى بأن هذا المستشفى يملك معلومات مسبقة من مصادر معيّنة.

لكن المستشفى أصدر بياناً رد فيه على ما وصفها بـ”الشائعات ونظريات المؤامرة”، وأوضح أن الإدارة عملت على “ترقية البنية التحتية لنظام النداء في نيسان 2024، وعليه تم تشغيل النظام الجديد في 29 آب 2024.”

وقال: “كان نطاق هذه الترقية هو تعزيز الاتصالات الطارئة والرمزية، حيث أصبحت العديد من الأجهزة والأنظمة قديمة”.

وذكّر أن هذه الأخبار تأتي “في وقت حاسم حيث تم تعبئة أطباء وممرضات وموظفي المركز الطبي في المستشفى في بيروت بالكامل للتعامل مع عواقب إصابات” الناجمة عن انفجار أجزاء البيجر.

ردود الفعل

سارعت واشنطن إلى نفي “ضلوعها” أو “علمها” مسبقا بهذه الانفجارات، وحضّت طهران على تجنّب التصعيد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين “أستطيع أن أقول لكم إنّ الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الأمر، ولم تكن على علم بهذه الحادثة مسبقا، وفي هذه المرحلة نقوم بجمع المعلومات”.

وقال مصدر مقرب من حزب الله لفرانس برس إن “أجهزة الإشعار (بيجرز) التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخراً تحتوي على ألف جهاز”، يبدو أنه “تم اختراقها من المصدر”.

وأعلنت شركة غولد أبولو التايوانية أن أجهزة الاتصال من صنع شريكها المجري.

وقالت الشركة في بيان إنها تقيم “شراكة طويلة الأمد” مع شركة بي إيه سي ومقرها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية مضيفة أن الطراز المذكور في تقارير إعلامية “تصنّعه وتبيعه بي إيه سي”، وذلك بعد تقرير في نيويورك تايمز أفاد بأن تلك الأجهزة جاءت من الشركة التايوانية.

وأضافت الصحيفة أنّ إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كلّ منها.

وقال المحلّل العسكري والأمني إيليا مانييه الذي يقيم في بروكسل لوكالة فرانس برس “لكي تتمكّن إسرائيل من إخفاء محفّز متفجّر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجّح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة”.

ورجّح المحلّل أن تكون “الاستخبارات الإسرائيلية قد تسلّلت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوّنا متفجّرا وآلية تشغيل عن بُعد، دون إثارة الشكوك”.

وأضاف أنّ هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة هو “واجهة استخباراتية” أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى