تصريحات رشاد العليمي لصحيفة الشرق الأوسط تفجر أزمة سياسية جديدة

فجرت تصريحات رشاد العليمي للشرق الأوسط أزمة سياسية جديدة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وأكد محللون سياسيون ان التصريحات تعد نسفا لمضامين اتفاق الرياض ومشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تعكس نوايا سيئة للغاية قد تعمل على تشظي مجلس القيادة الرئاسي.
ولقيت تصريحات العليمي ردود أفعال غاضبة من قبل ناشطين وسياسيين جنوبيين .

حيث أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور بن عيدان أن بقايا الشرعية فقدت شروط بقائها وانها تقود نفسها للزوال.

وقال بن عيدان في تغريدة له على تويتر :ما تبقى من بقايا شرعية تقود نفسها إلى الزوال.

وتابع قائلاً :فقدت شروط بقاءها من اليوم الأول عندما أصبحت تلك المنظومة هاربة ومرتع للفاسدين و تجار الحروب والسماسرة و لم تمتلك أي مشروع سياسي حقيقي.

واضاف:تهاوت بعض مكاسب في بداية الحرب لينتهي بها الامر في أيدي موظفي شركات ومنظمات تتاجر بألآم البسطاء.

كما علق رئيس لجنة الحوار الجنوبي الخارجي أحمد عمر بن فريد على تصريحات العليمي لصحيفة الشرق الأوسط بشأن القضية الجنوبية.

وقال بن فريد في تغريدة له على تويتر :إن البيان الختامي لمشاورات الرياض فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية اكد على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة “مفاوضات وقف الحرب” وليس فيما بعدها كما يريد او يتمنى البعض!.

وتابع قائلاً:هذا يتطلب وضع إطار تفاوضي خاص بهذه القضية من الآن.

واضاف:آخر ما نحتاجه حاليا هو ان يتم التحايل على هذا الإتفاق بقصد او بدونه.

كما انتقد أنيس الشرفي نائب رئيس إدارة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي تصريحات رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة حول قضية شعب الجنوب.

وأكد في منشور على حسابه بفيسبوك أن خطابه اليوم يذكر بخطاب عبدالملك الحوثي أكتوبر 2014 زعيم المليشيا الحوثية المدعومة من إيران بعد سيطرته على صنعاء.

وأضاف أنه: “عد تصعيد قضية الجنوب مؤامرة خارجية وقال سنحل قضيتكم بالعدل (ما فوق العدل ظلم وما دونه ظلم) فأتبعها باجتياح الجنوب ها أنت تكرر نهج الحوثي وتضع سقف الحل كما تريد أنت لا ما يريد الجنوبيين.
كما أطلق ناشطون جنوبيين هاشتاج تحت عنوان#الجنوبمفتاحالسلام
تأكيداً على رفض المجلس الانتقالي وشعب الجنوب تصريحات رشاد العليمي التي تنتقص من القضية الجنوبية من خلال ربطها وكأنها جزء من الأزمة اليمنية والتأكيد على ان مفتاح السلام والأمن يبدأ باستعادة دولة الجنوب .

وكان المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ علي الكثيري قد أصدر بيان أكد فيه رفض المجلس الانتقالي لتصريحات رشاد العليمي نص البيان:
يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي على ان تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي لصحيفة الشرق الأوسط غير دقيقه، ولا تشير الى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي، ويؤكد بان قضية الجنوب قضية شعب ووطن وهوية ودولة انتجها فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وحرب احتلال الجنوب في صيف ١٩٩٤م ، وحق شعب الجنوب بدولته كاملة السيادة ..

ويشدد المجلس الانتقالي الجنوبي على ان نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبداً، بل أنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح، حيث تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه “شكل الدولة” تفاوضيا.

وفي هذا الصدد، يستغرب المجلس الانتقالي الجنوبي من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة ، ويؤكد بأن المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي تمثل مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها .