‏اللواء صالح أبوبكر بن حسينون بعد 29 عاماً من استشهاده

العاصفة نيوز: خاص

 

الشهيد اللواء “صالح أبوبكر بن حسينون” ليس قائداً عسكرياً شجاعاً فقط وليس إداريا ذكياً فقط، ولكنه كان رحمه الله وطناً في ذات، مثلما كانت ذاته ذائبة في وطن جاهد حتى آخر نفس من أجل تخليصه من فخ الوحدة غير المأسوف عليها..

كانت رصاصة الغدر التي استهدفته في المكلا التى قدم إليها من جبهة العبر ، لتعزيز مقاومة الساحل تدرك كما يدرك مطلقها أن اغتيال بن حسينون ليس اغتيال قائد عسكري فحسب، وإنما يعني اغتيال جبهة..

استشهد وختم حياته الحافلة بتقديم روحه هو وابنه فداء للجنوب وحضرموت بالقرب من منطقه فوه بضواحي المكلا حينها، غرب المكلا على الساحل الحضرمي في ٤ يوليو ١٩٩٤م، .. وباستشهاده فقدت حضرموت والجنوب رجل عظيم بأخلاقه واعماله.. وفقد الوطن رجل له مهارات والهام وخبرات قياديه كالتي كانت لدى “بن حسينون” .. وباستشهاده على تخوم المكلا بحرب احتلال الجنوب عام ١٩٩٤م، في مشهد دراماتيكي يعبر عن شجاعة نادرة انهارت المقاومة الجنوبية وتراجعت معنويات المقاتلين ..

عليه رحمة الله.

استشهاد بشجاعة

استشهد بن حسينون إثر احتدام المعارك على تخوم المكلا، ولم يدر ان ثمة مؤامرة لتصفيته، فذهب شخصيا إلى منطقة فوه لاستيضاح الموقف وايقاف تقدم القوات الغازية، وتوقف في فوه ليشاهد حركة اضطراب السيارات والجنود، فنزل مترجلا من سيارته ليسأل الجنود عما يجري فحدث هرج ومرج ووجد نفسه وهو يحاول ممسكا بماسورة لبندقية أحد الجنود الذي وجه بندقيته آليه، وما بين الشد والجذب والإمساك بماسورة البندقية انطلقت رصاصات الغدر إلى أضلاع الشهيد بن حسينون ويهرب مطلق الرصاصات وسط زخم الاضطراب بالمنطقة وليتم نقله إلى المستشفى بالمكلا، ولكنه يصل وقد فارق الحياة.

لقد قاد الشهيد صالح ابوبكر بن حسينون معارك الشرف والبطولة في جبهة العبر بحضرموت، في ١٩٩٤م، التي لم تستطع الجيوش الغازية اختراقها، وانتقل الى جبهة ساحل المكلا ( الغبر ) لتعزيز تلك الجبهة وتطهيرها وتقويتها بأبناء حضرموت من المجندين الخريجين من الخدمة العسكرية وأبناء قبائل حضرموت وجعلها شبيه بجبهة العبر والتي كان يقودها ابناء حضرموت تحت قيادة القائد الميداني المناضل اللواء (عبدالرحيم احمد عتيق) وعندما شعروا الغزاة اليمنيين بان القائد بن حسينون تحرك لإنقاذ جبهة ساحل حضرموت وما تشوبها من ضعف واختلالات احسوا بان ذلك الرجل حركته وغريزته ووطنيته للذود عن حضرموت فقرروا تصفيته جسدياً والغدر به، وتمت تلك المؤامرة لقتله لكونهم يعرفون ذلك البطل المغوار بانه صنديداً وعنيداً لأرضه ولن يستطيعوا احتلال حضرموت إلا بعد موته والتخلص منه وبالفعل تمت تصفيته في المكلا بالقرب من نادي ضباط الشرطة بمنطقة اربعين شقة بالغدر به بخدعة دنيئة في ذلك اليوم المشئوم، احتلت بعدها عصابات الفيد والنهب مدينة المكلا.

ماثر بطل ومن ماثر ذلك القائد الكبير انه فكر ملياً وعمل على انشاء قوة عسكرية من ابناء حضرموت وقبائلها والخريجين من الخدمة العسكرية من ابناء حضرموت تحت مسمى حماية الشركات ولغرض سيطرة ابناء حضرموت على ارضهم وفرض معادلة جديدة متوازنة ولكون المؤسسة العسكرية والأمنية موزعة مناصفة بين كتلتين من تلك المشيخات والإمارات الجنوبية المختلفة، وللتاريخ في احدى محاضراته لتلك القوة العسكرية الحضرمية وبعد تشكيل كتائبها كان يقول ومن اقواله المأثورة (نحن الحضارم يجب ان يكون لنا ثقلنا وقرارنا المصيري على ارضنا وسيادته سوى ان كنا في دولة الوحدة او خارجها ولن نكون تابعين لأي جهة او افراد بعد اليوم…) فجن جنون هؤلاء المحتلون لحضرموت وقرروا تصفيته جسدياً لأنهم احسوا بان بن حسينون ذلك الرجل العملاق قد تربى على ايدي قادة جيش البادية الحضرمي (H.B.L) سوف يعيد امجاد ذلك الجيش البدوي الحضرمي تحت مسمى حماية الشركات مع العلم وعندما تم تشكيل تلك الكتائب الحضرمية تم رفض رفضاً باتاً اعطاء أي ارقام عسكرية او ضمها ضمن قوة وزارة الدفاع. لا يسعنا هنا إلا ان نترحم على ذلك القائد العظيم والبطل المغوار شديد البأس والوطني الغيور، فان بن حسينون لم يمت فألف بن حسينون موجودين ولن تعجز امهات حضرموت من انجاب مليون بن حسينون.

 

قضى واقفاً..

رحم الله الشهيد بن حسينون فقد قضى واقفا مبدأ وإرادة وهدفا، ولم يكن جسرا لمرور عربات الاحتلال او مشروعه المتخلف، وإذ نستذكر يوم استشهاده، تتداعى إلى الذاكرة صور من المشهد في ذلك اليوم القاسي في المكلا التي كان سقوطها في 5 يوليو 94 إيذانا بسقوط عدن في 7 يوليو، لكنهما الآن تعيدان للشهيد بن حسينون معنى من معاني رمزية الانتصار لقضايا الشعوب التي لا تسقط بالتقدم..

 

#وثائقيات_جنوبية

#جمهوريةاليمنالديمقراطية

حضرموت هي الجنوب وهي لسان حاله .. فاسمعوا لها وانصتوا

‏اللواء صالح أبوبكر بن حسينون بعد 29 عاماً من استشهاده

زر الذهاب إلى الأعلى