عبدربه اليزيدي يكتب.  4 مايو… تأريخ عظيم في ذاكرة شعب الجنوب 

العاصفة نيوز: كتابات

 

وأنت تطوف يُمناك ويسراك في جغرافيا أرضنا الوسيعة ستسمع أبناء الوطن كبارًا وصغارًا يتحدثون عن الحوار الوطني الجنوبي، الذي ستشهد جلساته مشاورات جنوبية في سبيل تعزيز التقارب الجنوبي، وتحت سقف استعادة الدولة الجنوبية.

 

الشعب الجنوبي عامة والشباب خاصة ينظر لهذا التاريخ 4 مايو 2023 بعين التفاؤل والأمل، لتزامنيته مع الـ4 من مايو 2017، وهو تأريخ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، بفضل ما حُقق لقضية شعب الجنوب منذُ تأسيس المجلس، من إنجازات وطنية على الصعيد السياسي في الساحة الإقليمية والدولية، وما حققه عسكريًا في معركته ضد ثلاثي الشر والموت: الحوثي وعناصر الإرهاب والإخوان، فأضحى يقينًا بأن ما قبل 4 مايو ليس كما بعده.

 

إن الجنوب اليوم يخطو نحو الاستقلال الناجز، وإن اللقاء التشاوري في 4 مايو يعدّ وثبة حقيقية تسمو عاليًا على كافة الخلافات والتباينات السياسية والإدارية والتنظيمية، فلطالما كان الجنوبيون متفقين ومتوحدين على استعادة الدولة، وربما إذا كان ثمّة من خلاف، فهو في كيفية استعادتها، وقد أثبت المجلس الانتقالي كتجربة عملية على الأرض أن احتواء الإنسان الجنوبي، هو أول هدف سياسي، وأن التفويض والالتفاف الشعبي هو بيضة القبان، التي تضمن توازن الرؤى والطرح من أجل المضي قدمًا بأقصى حالاته.

 

إن 4 مايو هو حصاد نضال سنين، وظهور جيل جديد بعد اجتياح 94، وإثبات أن كل المشاريع المشبوهة التي ادعت تمثيلها للجنوب سقطت وهوت، عدا مشروع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، فقد بقي مع بقاء هذا الشعب في أرضه مدافعا عنها ببسالة، متسلحا بحب الجنوب شامخًا مستقلًا وعلى هذه العقيدة تجتمع القيادات الوطنية ليتشاوروا ويتحاوروا، وعليها سيتفاوضون ويفاوضون.

 

4 مايو محفل وطني لقيادات سياسية مننا وفينا، جاءت من ساحات النضال ومعارك الوغى، وعاهدت الشعب بأنها لن تتنازل أو تحيد مقدار شعرة، عن مبدأ وحق استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، مهما واجهت من تحديات، أو اعترضتها من إشكالات، فلنا قيادة لم ولن تتخلى عن مستقبل شعب الجنوب، الذي أثبت في مواقف عديدة منذُ 94و 2015 وما تلاها، أنه لحمة وطنية واحدة بكافة مناطقه ومشاربه وأراضيه، في سبيل استعادة دولة الجنوب الفيدرالية.

 

عبدربه اليزيدي

زر الذهاب إلى الأعلى