القحطاني رجل بحجم وطن

بقلم د . محمد عبدالله الكاف

نتيجة للحرب والأوضاع التي تمر بها البلاد شمالاً وجنوباً مازلت مبهورا بالأشخاص الذين يصنعون فارقاً حيثما وجدوا، ويتركون أثراً حيث يمرون، لهذا أحب أن أتتبع قصص نجاحهم وأذهب معها مستمتعاً، وأغوص في تفاصيل حكايتهم علّي أجد فيهاعبرا ودروسا تنفعني أولاً، وثانيا أعرضها على الآخرين لتكون نبراساً وإلهاماً لهم!!

 

بطلنا اليوم هو واحد من أعمدة جامعة عدن، بطل انتزاع الحقوق بلا منازع، إنه الشخصية الأكاديمية الدكتور علي محمد القحطاني ، هذا الرجل الهادئ العصامي خريج جامعة عدن كلية التربية عدن، ويعمل عضو هيئة تدريس في برنامج الدراسات العليا بكلية التربية عدن، كادر مؤهل عصرته التجارب الإدارية والأكاديمية عصراً منذ توليه منصب مدير عام التخطيط بديوان جامعة عدن ثم نائب عميد كلية التربية عدن ليأتي إلينا برحيق صافي من الإنجازات الكبيرة التي يفاجئنا فيها باستمرار.

 

القحطاني يمتلك من القدرات العقلية القادرة على إنتاج بدائل ووسائل وأساليب بارعة استطاع من خلالها إنصاف تلك الطبقة الأكاديمية ليس بالنقل إلى الجامعات الحكومية فحسب، بل تعددت الإنجازات والمكاسب التي حققها لإخوانه الأكاديميين بصورة أخجلت الجميع؛ نظراً للأسباب آنفة الذكر وضاربة بكل المبررات التي كانت تتخذها الجهات المختصة عرض الحائط ، كذلك من خلال متابعة الجروبات وجدناه يقف مع الحالات المرضية ويسخر علاقاته مع الميسورين لدعمهم وحل مشاكلهم.

 

حديثي هذا من باب (أنزلوا الناس منازلهم) !! فلستُ مبالغا أو مطبلا أو من أصحاب المصالح، ولكن من باب الشكر لهذا الرجل الذي هزم الصعاب، ولا اعتقد أن أكاديمياً واحدا في جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة لا يعرف هذا الاسم المهاب الذي لمع اسمه ولقبه من خلال إنجازاته في المتابعات لاستعادة حقوق شريحة كبيرة في الساحة الأكاديمية، لكل فئات المعينين أكاديمياً الأربع، وكلهم مدينون لهذا الشخص باستلام قرارات التعيين، وجميعنا متابعون لما حقق من نجاحات بانتظام إلى اليوم عندما أبهرنا وفاجئنا بتحقيق التسويات لفئتين فئة من تم نقلهم بنظام الخفض والإضافة وفئة الإداريين، لكن الكثيرين من منتسبي هذه الجامعات لا يعلمون بتفاصيل ماقام به الرجل وحيدا كقائد همام استطاع الوصول إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس الحكومة معين عبدالملك ومدير مكتب الرئاسة الدكتور يحيى الشعيبي ووزير المالية الأستاذ سالم بن بريك، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.

 

بطل قصتنا الدكتور علي القحطاني لم يقل هذا لا يعنيني ولم يضع رأسه في الرمل ولم يحب مصلحته الخاصة، وكان بإمكانة أن يمشي أموره قبل سنوات، لكنه رفض الإغراءات وضل مناضلاً لقضيتهم العادلة، ونتيجة لإدراكه وحنكته وصبره وأسلوبه الفريد في إقناع السلطات العليا الذي فرض على الجهات المعنية أمرا وأقعا لابد من معالجته بالوقوف تجاه قضيتهم.

 

وبما إن الدكتور القحطاني من العارفين بدهاليز وزارتي الخدمة والمالية

وما يتمتع به من علاقات اجتماعية واسعة مع المسؤولين وصناع القرار تكللت تلك الجهود بنجاح باهر بل حلم طال انتظارة وتحقيق مكسب كبير هو نقلهم مالياً لتلك الجامعات لكل المعيين أكاديمياً فئة الفتاوى وفئة الإداريين وحصولهم على التسويات في ضل أزمة مالية تواجهها البلاد، واستطاع تحقيق هذه النجاحات في زمن قياسي.

 

القحطاني شخصية ذات عزيمة وإصرار وأمانة تجاوزت كل تلك التحديات والعراقيل متحدية ظروف المرحلة ومتجاوزة كل العراقيل التي كانت بمثابة حجر عثرة أمام إحراز أي تقدم لقضيتهم العادلة، ومن خلال مجالسته وجدته رجلاً هادئاً سموحاً لطيفاً دقيقاً والأهم أن لديه شعوراً إنسانياً عالياً، ويقدم النصح من قلب صافٍ ويسهم بقدر المستطاع في أعمال الخير .

 

أبارك للأخ الدكتور علي القحطاني وجميع زملائه بالحصول على التسويات،

وهذا الرجل يستحق التكريم من قبل رؤساء الجامعات الجنوبية ولو أنها قطرة فيما يستحق من مكانة وما قدمه للجامعات الجنوبية وللوطن وفي أحلك الظروف وما يمتلكه الرجل من خبرات ومؤهلات متمنياً له الصحة والسعادة وحياة زاخرة بالإنجازات العلمية والعملية.

 

ترليون تحية وسلام له ولكل من يقدمون لجامعاتهم ولوطنهم ويثبتون جدارتهم في الأيام الصعبة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى