مدينة الهجرين إحدى مدن #حضرموت التاريخية والتراثية
العاصفة نيوز: معالم تاريخية
“الهجرين” هي إحدى مدن #حضرموت التاريخية والتراثية في الجنوب فهي شاهدة على حقبة زاخرة بالحياة وتمثل أحد رموز #الحضارة التراثية القديمة، لما تحتويه من شواهد أثرية ومعالم تاريخية .💥
وهي إمارة قبيلة بن محفوظ الكندي وتبدو المدينة وكأنها جزيرة تتوسط مجرى واديين (وادي “الغبر” غربا و”دوعن” الشهير شرقاً)وتمتاز بمنازلها الشاهقة والجميلة، المتقاربة والمتلاصقة، التي تنسجم مع لون الجبال الشامخة من حولها، فقد تمكن مهندسوها من بنائها بمواد محلية من الطين والتبن ، وكانت هذه المواد تصنع في أحواض النخيل وفي الأدوية المحيطة بها ثم تُجلب على قمة الجبال على ظهور الحيوانات حتى وقت قريب في طرق وممرات محددة ووعرة.تميزت مدينة الهجرين بخاصية تنفرد بها عن غيرها من مدن حضرموت وهي تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك حيث تتم رؤيته من قبل أشخاص لهم دراية ومعرفة بما يسمى “المطالع” ويتم تحقيقه من قبل القضاة الشرعيين.
وذكر المؤرخ الهمداني: الهجران قريتان متقابلتان في رأس جبل حصين يطلع إليه في منعة يقال لأحدهما “خيدون” وللأخرى “دمون” واصفاً أنه في الهجرين توجد ساقية “دمون” وهي من أودية دوعن وقال: و”دمون” و “خزام” ديار ال هادي بن محفوظ من حصون كندة بحضرموت”. كما وصفها المؤرخ ابن عبد اللاه في كتابه” معجم البلدان”: هي واقعة في حضن جبل فارد جاثم على الأرض كالجمل البارك من غير عنق وموقع الهجرين في جنبه الأيسر وعلى حارك ذلك الجبل بلدة صغيرة يقال لها “المنيظرة” وفي جنب ذلك الجبل من جهة الشمال آثار دمون” وقد جاء في ذكر ملوك كندة ومن سكنوا في شرق اليمن ومدينة ملكهم دمون، وهي قاعدة لمملكة “كندة” حيث عاش الشاعر الجاهلي امرؤ القيس وأقام بمنطقة صيلع ” دمون الهجرين” بحضرموت، وفيها يقول:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانيون
وإنا لأهلنا محبون
كذلك قال فيها: كأني لم أبت بدمون ليلة ولم أر الغارات يوما بعندل
و”عندل ” منطقة على مدخل “وادي عمد” أحد أودية حضرموت الشهيرة .وبمحاذاة الهجرين جنوبا تقع قرية “صيلع” وهي قرية صغيرة بنيت على قمة جبل “صيلع” الذي ورد ذكره في سيرة امرئ القيس التاريخية، حين أتاه بنبأ وفاة أبيه.
وتوجد بالهجرين العديد من الصهاريج المائية” الجابية” لخزن المياه ، وإمداد المدينة بالماء وتعتبر المنطقة بأكملها أثرية وقد اشتهرت المدينة بوجود سوق تجاري في عصر ما قبل الإسلام وكانت ممراً للقوافل التجارية في تلك الحقبة الزمنية. في مجال التنقيب عن الآثار أكدت الأبحاث التي أجرتها البعثات الفرنسية واليمنية عن وجود قبور ” مقدسية” لاتجاهها إلى بيت المقدس في قرية المنيظرة إحدى ضواحي الهجرين.
وفي وادي الغبر غرباً حيث أشجار اللبان المعمرة التي يتميز بها هذا الوادي عن غيره من أودية حضرموت تم اكتشاف كهف القزة” الأول من المعالم الأثرية في الجزيرة العربية” يعود تاريخه إلى العصر الحجري وحددت الاكتشافات للأدوات الحجرية -بواسطة وسائل الإشعاع الكربوني- معالم الحياة في هذه المنطقة بملايين السنين.. وإلى الشمال من الهجرين توجد مستوطنة “ريبون” ولا تزال أطلالها شاهدة للعيان. وقد أثبتت الاكتشافات الأثرية مايدل على أن أهل هذه المدينة قد زاولوا الزراعة وتربية الماشية وبنوا المجمعات السكنية الجملية وتفننوا في شبكات الري والقنوات والسدود وأحواض المياه التي تدل على عهد ازدهارٍ بلغ أوجُه وفي “ريبون” تم اكتشاف معبد للآلهة” ذات حميم” مكون من عمارتين.ومن محتوى النقوش التي عثر عليها أصبح واضحاً بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المباني ما هي إلا جزء من معبد لواحد من أعضاء الأسرة الرئيسية في آلهة الجنوب العربي، آلهة الخصب والنماء ” ذات حميم”. وفي متحف الآثار بمدينة سيئون يوجد تصميم معبد ” ذات حميم” ونماذج من الملتقطات الحجرية لكهف “القزة” ومعروضات للنقوش والأواني الفخارية ونماذج لقنوات الري وغيرها.