بالأدلة … مملكة القادري الحالمية الأولى عربياً

بقلم/ محمد عبدالله القادري الحالمي

بالأدلة الدامغة والقاطعة والجازمة ، والمصادر التأريخية العالمية الموثقة والموثوقة ، وأتحدى كبار برفيسورات التأريخ بالعالم أن يدحضوا هذه الحقيقة ، ومستعد للمناظرة مع أي من برفيسورات التأريخ العالميين أمام الرأي العام.

 

أقام القادريون أول من سكن حالمين مملكتان في نفس الوقت ، الاولى داخلياً وعاصمتها حالمين ، والثانية في شمال الجزيرة العربية ، وهناك معلومات لم تكتمل عن إقامة مملكة ثالثة أيضاً خارج حالمين ، شأنهم شأن دول حميرية أخرى أقامت دولتان بنفس الوقت وهو ما سنتطرق له لاحقاً ونكشف التزوير ، ولكن حضارة مملكتان القادري المتمركزة في حالمين والأخرى المنطلقة إلى خارج حالمين كانتا المتميزة على مستوى العالم ، وسنتطرق اليوم للمملكة التي أنطلقت من حالمين وأقيمت في شمال الجزيرة العربية ، وأما المملكة التي عاصمتها حالمين سنتطرق لها في مقال آخر.

 

مصادري أولاً لمن يقل ماهي مصادرك.

مصادري الحصول على نقوش ثمودية ، النقوش الأشوروية ، النقوش الأرمينية ، والمصادر الأخرى العالمية التي سأذكرها في آخر المقال أو البحث.

 

أتجه بعض من نسل القادري في حالمين ومن معهم من القبائل الحالمية التي هي من نسلهم ومن أبناء عمومتهم إلى شمال الجزيرة العربية وشكلوا اتحادًا قبليًا عربيًا قديمًا متمركزًا في وادي سرحان في صحراء شمال الجزيرة.

منذ القرن التاسع قبل الميلاد، شكل القادريون نظامًا سياسيًا قويًا، قام بتوسيع أراضيه على مدار القرن التاسع إلى القرن السابع قبل الميلاد لتغطي مساحة كبيرة في شمال شبه الجزيرة العربية، تمتد من شرق الأردن في الغرب، إلى الحدود الغربية لبابل في الشرق. قبل أن تتحرك غربًا خلال القرن السادس إلى الخامس قبل الميلاد لتتعزز في مملكة تمتد من الحدود الشرقية لدلتا النيل في الغرب، حتى شرق الأردن، وتغطي معظم جنوب فلسطين وشبه جزيرة سيناء والنقب.

 

مملكة القادريين في شمال الجزيرة العربية

ليس معروف بالضبط متى ق م – النهاية100 ق م.

 

ظهرت زبيبة ملكة القادريين والعرب، لأول مرة في النقوش الآشورية حوالي سنة 735م، ومنذ ذلك الحين ظهرت مملكة قادري ، وظلت تذكر في العديد من الوثائق التي تصف العلاقات والصراعات بينها والإمبراطوريات الحاكمة في الشرق الأدنى القديم، ولا يوجد تعريف واضح لحدود المملكة، ويتم تحديد أراضيها من خلال مناطق نشاطها وتواجدها، وطرق التجارة (عبر العطور وطرق التجارة الأخرى) التي تمر عبرها.

 

وفي أوج قوة مملكة القادريين ، امتدت من جنوب بابل شرقاً إلى دلتا النيل غرباً، ومن شمال شبه الجزيرة العربية جنوباً إلى شمال الصحراء العربية السورية. هناك إجماع اليوم على أن هيكلية حكم قادري كانت لا مركزية بشكل رئيسي في شكل شبه فدرالي أو نوع من الكونفدرالية. وكانت المملكة ترأسها في بعض الأحيان ملكة حاكمة مسؤولة عن الشؤون الدينية والإدارة المدنية، وملك مسؤول عن النشاط العسكري. كان هؤلاء في بعض الأحيان زوجين أو أشقاء. وبعد حوالي 500 عاماً من ظهورها في الوثائق، حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، تضاءلت قوة القادريين وأصبحت المناطق المهمة التي كانت تحت نفوذها في الغرب تحت سيطرة الأنباط، الذين استولوا حتى على عاصمة قادري دومة الجندل في القرن الأول قبل الميلاد.

 

لعب القادريون دورًا مهمًا في تاريخ بلاد الشام وشمال شبه الجزيرة العربية، حيث تمتعوا بعلاقات وثيقة مع الدولتين الكنعانية والآرامية المجاورة، وأصبحوا مشاركين مهمين في تجارة التوابل والعطريات المستوردة إلى الهلال الخصيب وعالم البحر الأبيض المتوسط . من الجنوب العربي . بعد أن انخرطوا في علاقات ودية وعدائية مع قوى بلاد ما بين النهرين مثل الإمبراطوريتين الآشورية الجديدة والبابلية.

.

 

في القرن الثامن قبل الميلاد تشير النقوش الآشورية إلى تواجد القادريين في المنطقة إلى الشرق من الحدود الغربية لبابل. كما تشير إلى تواجد القادريين في مناطق شرق الأردن وجنوب سوريا في القرن السابع قبل الميلاد، وبحلول القرن الخامس قبل الميلاد، انتشروا في نواحي سيناء حتى دلتا النيل. شملت السيطرة القادرية على شمال غرب الجزيرة العربية تحالفات بين ملوك قاداري وملوك ديدان. كتب المؤرخ إسرائيل إبهال أن «اتساع توزع القادريين يشير إلى اتحاد القبائل من مختلف الانقسامات الفرعية.» عاش سكان مملكة قادري في المنطقة الصحراوية الواقعة -شمال وشمال غرب الجزيرة- ولعبت الواحات المدنية؛ مثل: (دومة – تيماء) دورا مهمًّا كمواقع للاستيطان والتجارة وأماكن للري. كانت دومة أهم تلك المدن ومقرًّا للعبادة، تقع دومة الجندل اليوم في منطقة «الجوف» بالمملكة السعودية ، كسبت دومة الجندل تلك المكانة الكبيرة عند القادريين لأهمية موقعها الاستراتيجي التجاري، الذي كان بمثابة تقاطع مركزي لعدد من المحاور والطرق التجارية:

 

طريق تجاري ما بين جنوب بلاد الشام وشمال بلاد ما بين النهرين

محور التجارة ما بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمال وغرب غزة ومصر

طريق تجاري شمال وشرق بلاد ما بين النهرين (طريق يتجاوز صحراء النفود)

محور التجارة بين الشرق والغرب (جنوب بلاد ما بين النهرين – غزة ومصر)

محور التجارة ما بين جنوب شبه الجزيرة العربية إلى شمال بلاد الشام

خلال الفترة (حوالي 550-330 قبل الميلاد)، سيطر القادريون على المناطق الصحراوية المتاخمة لمصر وفلسطين، وتحكموا بالطرق التجارية المؤدية إلى غزة. أشار هيرودوت (حوالي 484-425 قبل الميلاد) عن وجود القادريين في شمال سيناء بالقرب من الحدود المصرية؛ حيث يُعتقد أنهم قد اشتبكوا مع الأخمينيين: السلطات الإمبراطورية الفارسية؛ للحفاظ على حدودهم آمنةً، وكذلك سيطر القادريون على مدينة غزة.

نفوذ المملكة

امتد نفوذ مملكة قادري من عاصمتها دومة الجندل إلى الحدود الغربية لبابل وجنوبًا في ديدان بحوالي 21 كيلومتر نحو الجنوب في الحجاز، كما غزت مناطق جنوب سوريا وشرق الأردن، وامتدت سلطتها إلى المناطق المسكونة من جبل بشري وحدود دمشق، وعثر في مدينة بيت أتوم (تل المسخوطة) على آنية فضية نقش عليها اسم قينو بن جشم ملك قيدار، مما يدل على امتداد نفوذ المملكة إلى شرقي مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو ما يدعم ما ذكره المؤرخ هيرودوت من أن قبائل قادري عاشت في المنطقة الممتدة من شمال الجزيرة العربية حتى شرق دلتا النيل في مصر.

المصادر التاريخية

نجد في المصادر التاريخية أن الحضارات والأمم المجاورة للجزيرة العربية، تصف القادريين وغيرهم القاطنين في شمال الجزيرة وتخومها بلفظة «عرب»، في أزمنة متأخرة لاحقة. تم تعميم لفظة «عرب» على كافة سكان الجزيرة العربية على اختلاف أعراقهم وألسنتهم في كافة أرجاء الجزيرة سميت بجزيرة العرب نسبةً إليهم.

.

إحدى معالم دومة الجندل.

يُشار إلى دومة عاصمة مملكة قادري باسم أدوماتو في النقوش الآشورية، وتوصف المدينة من قبلهم كمقر لعبادتهم.

تُشير النقوش الآشورية إلى (الملكة تبوعة والملكة تلهونة) بلفظ «ملكات العرب» وملكات قادري مع التصريح بأدوماتو (دومة الجندل) كعاصمة لمملكتهم. في حين أن العاصمة للملكات الثلاث الأخريات: (شمسي- زبيبة- يثيعة) لم يتم ذكرها صراحة؛ يُعتقد أنها كانت أدوماتو أيضا. العديد من النقوش المكتشفة في دومة نفسها هي مؤشرات أخرى لوجود قادري قوي.

تُشير نقوش آشوربانيبال لحزائيل بصفته «ملك قادري» بينما تُشير إليه نقوش آسرحدون بصفته «ملك العرب».

يرى البعض هذه الإشارة كدليل على عودة قوافل دادن عبر المناطق الحمراء التي استولَوا عليها في الفترة البابلية، (كما هو مقتبس أيضًا في كتاب حزقيال جنوبًا نحو تيما، بسبب خوفهم من هجوم من قبل مملكة قادري من الشمال. وفقًا لهذا التفسير، بعد انسحاب نابونيداه من شمال الجزيرة العربية وما تلاه من سقوط للإمبراطورية البابلية، استعادت مملكة قادري مكانتها وتوسعت لتشمل الأراضي التي احتلتها في الشمال عبر الأردن والجنوب، ومن هناك أيضًا غربًا إلى سيناء وشرق مصر.

 

تم العثور على وعاء من الفضة في موقع تل المسخوطة – وادي طميلات- شرق دلتا النيل في مصر السفلى، مكتوبًا باللغة الآرامية – «قينو بار ابن جشم ملك قادري : قينو بن جشم ملك قادري كانت هذه الزبدية واحدة من أربعة أطباق عُثر عليها في الموقع، والتي يرجع تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد -منتصف الفترة الفارسية- الأخمينية. تشير التقديرات إلى أن هذا دليل على وجود قاعدة لحامية قادرية في شرق مصر تشير إلى «جشم» ملك قادري، والمعروفة من الكتاب المقدس باسم جشم العربي.

 

بناءً على هذه المعطيات، يقدر العلماء أن مناطق نفوذ وسيطرة مملكة قادري خلال الفترة الأخمينية امتدت من جنوب بلاد ما بين النهرين في الشرق إلى شرق مصر في الغرب، بما في ذلك صحراء النقب وسيناء. سمح هذا الانتشار للمملكة العربية بالسيطرة على المصدر الغربي لتجارة البهارات والتوابل من جنوب الجزيرة العربية ومنتجات أخرى من جنوب بلاد ما بين النهرين إلى مصر وبقية العالم في الغرب.

 

هناك المزيد من الأدلة على وجود مملكة قادري وعلاقاتها مع الممالك القريبة، تم اكتشاف أربع وثائق في منطقة مملكة معين في جنوب شبه الجزيرة العربية، ذكرت ثلاث نساء من مملكة قيدار أي قادري تم ترشيحهن للزواج في معيان أي مملكة معين ، على الرغم من عدم تأريخ هذه الوثائق، فمن المعروف أن معين نفسها كانت موجودة بين القرنين السادس والثاني قبل الميلاد (أي في الفترتين الفارسية والهيلينستية).

 

في النقوش الآرامية والسامية الجنوبية:

 

ورد اسم «ملك قادري» في نقش آرامي في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد على إناء من الفضة عُثر عليه في تل المسخوطة في شرق دلتا النيل في مصر السفلى. معنى النقش: «قينو بار ابن جشم ملك قادري». تُعد مملكة قادري والقادريون أول من أُطلق عليهم لفظة «عرب» في التاريخ. كما عُثر على نقش آرامي يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد تم اكتشافه على مذبح بخور في لخيش/ فلسطين المخصص لـ «ابن ماهلي الملك»، يفسره أندريه لومير على أنه إشارة محتملة إلى ملوك قادري.

في النقوش السامية الجنوبية يشار لقادري بلفظ («قادران» أو «قدران») كشخص أو شعب عربي.

كما جاء في النقوش السامية الجنوبية في زمن «أب يدع يثع» ذكر لحرب وقعت بين«ذيمنت» و«ذشامت»،

 

يُشير النبي حزقيال: إلى أن «العرب وجميع أمراء قادري» شاركوا في تجارة الأغنام/الماعز مع الفينيقيين. تُشير بعض كتب الأسفار: بأن قطعان القادريين مكونة من الحملان والكباش والماعز والجمال.

 

يصف نبي إسرائيل إرميا القادريين: بأنهم «أمة مرتاحة ، تسكن بأمان» (49:31)، يروي إرميا أيضا عن حملة نبوخذ نصر (630-562 قبل الميلاد) ضد القادريين خلال الفترة البابلية، يُعتقد أن قائد القادريين آنذاك هو نفسه «جشم العربي» الذي جاء ذكره في سفر نحميا

على الرغم من عدم وجود نصوص أو مكتشفات أثرية من مملكة قادري نفسها توفر معلومات عن طريقة حياة شعب مملكتهم ، نستطيع تصور ذلك من خلال تحليل العروض والضرائب التي دفعها ملوكهم للإمبراطورية الآشورية، يمكن لنا أن نعلم عن خصائص الممتلكات التي يمتلكونها، ونتيجة لذلك مساعيهم الاقتصادية. إن النقوش الآشورية الأولى التي تذكر زبيبة ملكة العرب في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، تسرد قرابين من عدد من الملوك، وتبرز في غيابها عن قائمة القرابين في التوابل والبهارات التي تعكس التجارة على المحور الجنوبي الشمالي لشبه جزيرة الشام. وعلى هذا الأساس يُقدَّر أنه خلال هذه الفترة كانت المملكة القادرية تعمل في شمال شبه الجزيرة العربية، وكان اقتصادها قائمًا على السيطرة على جزء من التجارة على المحور الغربي الجنوبي الشرقي من جنوب بلاد ما بين النهرين إلى مصر وجنوب بلاد الشام، بالإضافة إلى الانخراط في الاقتصاد التقليدي للقبائل البدوية.

 

في مرحلة لاحقة، من عهد الملكة شمسي، تم ذكر البهارات والتوابل بالفعل في قرابين القادريين للإمبراطورية الآشورية. بناءً على ذلك، يقدر الباحثون أنه خلال هذه الفترة، سيطرت مملكة القادريين أيضًا على جزء من طريق التجارة الجنوبي الشمالي – من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الشام ومن هناك إلى مصر. يُعرف هذا الطريق التجاري باسم طريق العطور، وكانت هذه البضائع هي السائدة فيه. هذا لا يعني السيطرة الكاملة على المحور، ولكن على الأقل على الجزء الشمالي – شمال غرب شبه الجزيرة العربية والنقب وسيناء.

 

علاوة على ذلك، كان الاقتصاد القبلي قائمًا أيضًا على المنتجات التقليدية للبدو – تربية الأغنام والإبل ومنتَجاتها، يتضح هذا الوصف في سفر حزقيال؛ حيث يصف النبي العلاقات المثمرة التي سيقيمها شعب إسرائيل، وفي القيام بذلك يسرد شعوب المنطقة والمجالات الاقتصادية الأساسية لكل شعب منهم. وعن قادريون يوصفون: «اَلْعَرَبُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ قِادري هُمْ تُجَّارُ يَدِكِ بِالْخِرْفَانِ وَالْكِبَاشِ وَالأَعْتِدَةِ. فِي هذِهِ كَانُوا تُجَّارَكِ»؛ أي إن انشغالهم الرئيسي كان بتجارة الأغنام.

 

تُشير المُعطيات إلى أن اقتصاد دولة القادريين قد تميز بمزيج من مزرعة بدوية نموذجية (الأغنام والإبل) مع التجارة والسيطرة على طرق التجارة في منطقة سيطرتها. منحتهم المهن البدوية التقليدية ميزة نسبية على القبائل الأخرى، لكن حظوتهم الكبرى كانت في السيطرة على طرق التجارة، التي جلبت لهم ثروات كبيرة، تلك الثروات والأهمية التجارية لمملكة قادري قد جعلتها مطمعًا لجيرانها ومحلَّ صراع مع الإمبراطوريات الكبرى في الشرق الأوسط القديم. حرص الآشوريون والبابليون والفرس على عدم تدمير القبائل أو تدمير المملكة حتى لا تخسر أرباحها العالية من التجارة التي تخصصت فيها.

 

مدينة دومة الجندل القديمة: عاصمة مملكة القادريين

تشير النقوش الأثرية إلى أن القبائل العربية القادرية كانت أكثر بروزا في الاتصال بالعالم خارج شبه الجزيرة العربية. كما تشير الأوصاف الكتابية إلى وجود نوعين رئيسيين من المواطنين القادريين: (البدو:wabariya) المتنقلين؛ أهل الوبر الذين يعيشون في الخيام و(الحضر:hhaḍariya) المستقرين الذين يعيشون في المدن والقرى والواحات. كما لعب الرعاة وتجار الماشية؛ مثل: الحملان الذكور والكباش والماعز، دورا رئيسيا في ازدهار تجارة البخور في غزة، والسيطرة على حركة المرور التجارية في المناطق الصحراوية بين مصر وفلسطين. ونتيجة لأنشطتهم التجارية، كانت هناك عشائر في مملكة القادريين أصبحوا أثرياء.

 

من الأمور المؤكدة أثريًّا تقدم الجانب المعماريّ والتخطيطيّ للمدن؛ مثل: القصور الملكية والمنازل والبيوت والمعابد والأسوار، وتتميز تيماء على سبيل المثال بوجود معالم وشواهد تاريخية؛ مثل: «السور الخارجي» الذي يعد من أطول الأسوار التاريخية في الجزيرة العربية وأكثرها تحصينا؛ إذ يبلغ طوله أكثر من 18 كيلو مترا، وارتفاعه في بعض الأجزاء المتبقية منه حاليا أكثر من 10 أمتار، وعرض جداره ما بين المتر والمترين، وإحدى بواباته تمثِّل التطور المعماريّ والتخطيطيّ للمدينة. ونشير هنا إلى أن التملك؛ سواء أكان قصرًا أم بيتًا أم معبدًا، لم يكن حِكْرًا للملك وحكومته أو للمعبد وكهنته؛ بل كانت ملكية عامة لأفراد المجتمع كافة، كما يدل على ذلك أحد النقوش. ولا خلاف على أن الشواهد الأثرية المادية، بما فيها النقوش، تدل على أن المنهج الفكريّ الذي تبناه المجتمع التيماويّ كان أساسًا في جعلها مدينة مسالمة مستقطبة للشعوب المعاصرة بشكل واضح؛ مثل أوجاريت في الألفية الثانية قبل الميلاد.

 

على الرغم من أن مملكة قادري ومعظم ممالك الشرق الآوسط القديم كانت قابعة تحت السلطة الآشورية، كان القادريون والممالك المجاورة للآشوريين غالبا ما يتشاركون في القتال ضد تلك الإمبراطورية، ويتضح ذلك جليًّا في تاريخ مملكة قادري خاصةً؛ فلا يكاد يأتي حاكم إلا ويكون أول أعماله قتال الآشوريين، وذلك على خلاف كثيرٍ من الممالك في الشرق الأوسط القديم، التي آثرت السلامة والخضوع على المقاومة والصمود.

 

اللغة

القادريون هم من بين عدد من القبائل العربية الشمالية التي أدى تفاعلها مع قبائل الآراميين بداية من القرن الثامن قبل الميلاد إلى تبادلات ثقافية بين هاتين المجموعتين الساميتين الكُبرَيَيْن. تحدثت المجموعات القبلية مثل القادريين وغيرهم، اللغة العربية الشمالية القديمة ، ولكن بما أن الأبجدية العربية لم تكن موجودة بعد أنذاك؛ فقد استخدموا في الكتابة والتدوين أبجديات مجاورة كالآرامية كخط رسمي، واستخدم بعض العامة البسطاء خطوطًا أخرى استخدامًا بدائيًّا.

 

يستخدم «لسان قادري» في المصادر الحاخامية كاسم للغة العربية. كانت ممارسة تسمية الأولاد على اسم أجدادهم شائعة بين القادريين.

 

تنتمي لغة القادريين إلى مجموعة اللهجات العربية الشمالية القديمة والتي تطورت فيما بعد للغة العربية الفصحى، كل مجموعة منها سميت على اسم الواحة الرئيسية في منطقتهم: اليمنية (سميت على اسم الواحة العظيمة في تيما)، دادانيت (سميت على اسم الواحة الكبرى في ددان) ودومة (سميت على اسم واحة مماثلة / حمراء) عاصمة مملكة قادري وهي المجموعة الأقدم من بين اللهجات العربية الشمالية، ويقدر أن النقوش المرتبطة بهذه اللهجات تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وبسبب انخراط جميع شعوب العربية الشمالية في التجارة الإقليمية، تم العثور على بعض النقوش ذات لهجات من خارج المنطقة.

تم العثور على ثلاثة نقوش غير مؤرخة بالقرب من مدينة سكاكا في محافظة الجوف السعودية، وهي المنطقة التي توجد بها واحة مماثلة، ولكن يُقدر أنها نشأت في منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.

منذ الفترة البابلية لنبوخذ نصر حتى الفترة الفارسية، يرى العلماء أن لغة التدوين والكتابة الرسمية في مجتمع حكم القادريين هي اللغة الآرامية، كما يتضح من الإناء الذي عثر عليه في تل المسخوطة. ومع ذلك ، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه هي لغة الكلام أيضًا ، ويذهب كثير من العلماء أنها لغة تدوين فقط لا تحدث.

نظام الحكم

لا توجد معلومات كافية لرسم صورة واضحة مفصلة عن طبيعة وهيكلة الحكومة، ولكن يمكن الاستنتاج من نقوش بلاد ما بين النهرين حول عدد من الخصائص الرئيسية لمملكة قيدار:

 

في جميع إشارات قادة الكيان القادري في وثائق بلاد ما بين النهرين، تم ذكر عدد من الألقاب الملموسة (ملكة العرب – ملك العرب – القادريون)؛ أي على الأقل في نظر الآشوريين في الفترة الآشورية الجديدة، إنها مملكة يحكمها ملك أو ملكة هذا الكيان السياسي. كذلك في النقش الموجود على الإناء في تل المسخوطة في الجزء الشرقي من دلتا النيل في مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، ورد ذكر جشم العربي باسم «ملك قادري»؛ أي حتى في الوصف الذاتي للقادريين، فإن نظام الحكم ملكي.

 

خلال معظم فترة وجود المملكة، أشارت الوثائق الآشورية إلى «ملكة العرب» كملكة حاكمة فعالة، تمثل المملكة بأكملها ضد الإمبراطورية الآشورية. كما يتضح من البيانات التي قدمتها وثائق من فترة أسرحدون في حملته الحربية في شبه الجزيرة العربية -ليس في مناطق قادري-. لا تشير تلك البيانات إلى البنية الاجتماعية للقبائل في المملكة، أو أي تقسيم اجتماعي.

 

بالإضافة إلى ذلك؛ هناك إشارات واضحة في السجلات الآشورية إلى أسلوب الحكم المزدوج – الملكة والملك هما أخوان أحيانًا وأحيانًا أزواج. من قضية نفي تلهونة «ملكة العرب»، إلى نينوى على يد سنحاريب ملك آشور، جنبًا إلى جنب مع تماثيل آلهة العرب، تبرز احتمالية أن الملكة كانت هي أيضًا الكاهنة الكبرى أو السلطة الدينية العليا في المملكة. أيضًا عندما تم ذكر ملكة العرب، كان ذلك أيضًا في سياق القرابين التي قُدمت لملوك آشور. ومن المحتمل أنهم كانوا مسؤولين بشكل أساسي عن الشؤون المدنية والاقتصادية للمملكة. من الطريقة التي يوصف بها هزال/حزائيل الشريك في حكومة تلهونة، بالشخصية التي قادت الجيش العربي في ثورة ضد الآشوريين، كما تبرز احتمالية أن يكون الرجل في الحكومة المزدوجة مسؤولًا بشكل أساسي عن الشؤون العسكرية والحربية. ومع ذلك، لا توجد معلومات عن هيكلة الجيش وكيف يعمل خارج استخدام الإبل كوسيلة مركزية للتنقل والنقل وقدرته العالية على المناورة في التضاريس الصحراوية.

 

الحكام

ملكات مملكة القادريين

 

اسم الملكة التاريخ

الملكة زبيبة 750–735 قبل الميلاد

الملكة شمسي 750–735 قبل الميلاد

الملكة يثيعة 735–710قبل الميلاد

الملكة تلهونة 695–690 قبل الميلاد

الملكة تبوعة ؟

الملكة عطية 652–644قبل الميلاد

في الفترة ما بين 580 – 550 قبل الميلاد حكمت دومة الجندل من قبل ملوك مملكة ددن ماتي وابنه جبرائيل، وفي الفترة ما بين 550–540 قبل الميلاد حكمت دومة الجندل من قبل الملك البابلي نبو نيد.

 

ملوك دومة الجندل الفترة الثانية:

 

اسم الملك التاريخ ملاحظة

ماهلي 510–490 قبل الميلاد

لياس ابن ماهلي 490–470قبل الميلاد

شهر 470–450 قبل الميلاد

الملك جشم 450–430 قبل الميلاد

الملك قينو بن جشم 430–410 قبل الميلاد

الملك عمولادي

الملك أب يثع بن تعري

الملك يثع بن حزائيل 676–652 قبل الميلاد

الملك حزائيل 690–676 قبل الميلاد

 

عملية التزوير : هي أكبر عملية تزوير تأريخية في العالم ، ولكنها مفضوحة جداً.

قام المزورون بنسب مملكة قادري إلى قيدار الأبن الثاني للنبي إسماعيل عليه السلام ، بناءً على ذكرها في النقوش الأشوروية بمصطلح قيدار ، وهذا تزوير مفضوح ، والحقيقة أن النقوش الأشوروية ذكرت مملكة قادري بمصطلح قيدار ودولة معين بمصطلح معيان ، وذكرت النقوش الأرمينية إسم قادري بمصطلح قدار ، بينما قيدار ولد النبي إسماعيل إسم لا علاقة له بتلك النقوش إطلاقاً.

ذكرت النقوش والمصادر أن القادريين كان أصحاب لغة قبل وجود اللغة العربية تطورت بعدها لتصبح اللغة العربية الفصحى ، ومعلوم أن نبي اسماعيل تحدث اللغة العربية الفصحى ، وهذا ما يعني أن أبنه قيدار جاء في عهد ما بعد تأسيس مملكة قادري الذين أنتشروا وسميت الجزيرة العربية نسبةً لهم ووجدت اللغة العربية الفصحى ولا يستبعد أن تكون قبيلة جرهم التي سكنت مكة من نسلهم.

ذكرت النقوش والمصادر أنهم أتوا من مناطق يمنية وسموا مناطق وأبناء بإسمهم ، كما توجد ملكة من إحدى ملكات مملكة القادريين إسمها تبعة ، وهذا ما يعني قدومهم من حالمين من إتجاه اليمن وأنهم حميريون فعلاً.

زور الفارسيون أن مملكة قادري كانت موالية لهم ، والنقوش ومصادر أخرى ذكرت أنها أمتنعت عن دفع الضرائب لهم وخاضت خلافاً معهم وتوسعت وسيطرت على الكثير من مناطق سيطرتهم وقد وكانت توغلت داخل منطقة فارس وتحالفت مع الغرب ضد الإمبراطورية الفارسية ، وكان التزوير متعمداً حتى لدى من قاموا بتحريف التوراة.

لا زال إسم القادر محمول حتى الفترة القريبة في مركز وجود مملكة القادريين في شمال الجزيرة العربية والقادر هو الإسم الأول لمن سكن حالمين ثم تطور وأصبح القادري ، مؤخراً قام الأمير ناصر بن القادر بتأسيس إمارة هناك وحكم الناس من بداية القرن الهجري الثاني حتى نهاية القرن الرابع الهجري أو منتصفه ، ويوجد هناك قصر أثري إسمه قصر قدير لازالت توجد به أطلال وآثار ، وقبل فترة عثرت السلطات السعودية على نقوش ثمودية في موقع القصر ، وهذا ما يعني أن مملكة القادريين هناك لها تواجد من عهد ثمود.

 

وصلت في هذا البحث فيما يخص مملكة القادريين الحالميين في شمال الجزيرة العربية لمرحلة الثلثين ، ولم أستطع أستكمال الباقي لعدم وجود إمكانيات تتطلب نوع من التنقل لإستكمل التحقق لبقية المعلومات والتي تحمل الكثير من الأدلة.

 

هذا تأريخ والتأريخ للجميع ، هو لحالمين كلها ولكل الجنوب ولكل العرب أيضاً ، ومن ينزعج من هذا فليس بجنوبي ولا يمني ولا عربي.

هذه هي أول مملكة أطلق عليها المملكة العربية ، وملكتها زبيبة القادرية الحالمية هي أول ملكة أطلق عليها ملكة العرب.

هنا حالمين التأريخ ، وسنواصل مستقبلاً بقية كتاباتنا في هذا المجال ، وعادكم ما شفتم من الجمل إلا أذآنه.

 

مراجع

Stearns, Peter N.; Langer, William Leonard (2001), The Encyclopedia of world history: ancient, medieval, and modern, chronologically arranged (6th, illustrated ed.), Houghton Mifflin Harcourt

 

التاريخ الكبير

“Review of Tristan et Iseut: Genèse d’un mythe littéraire, Nouvelle bibliothèque du moyen âge 36”. Medium Ævum. DOI:10.2307/43630098. ISSN:0025-8385.

Parker، Charles Thomas؛ Taylor، Dorothea؛ Garrity، George M (1 يناير 2003). “Exemplar Abstract for Ruegeria mobilis Muramatsu et al. 2007 emend. Vandecandelaere et al. 2008, Epibacterium mobile (Muramatsu et al. 2007) Wirth and Whitman 2018, Tritonibacter mobilis mobilis (Muramatsu

.الخط العربي عبر العصور المتعاقبة

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

كيرك غرايسون (1972). كتاب النقوش الملكية الآشورية: المجلد الأول. فيسبادن: أوتو هار

تاريخ العرب قبل الإسلام

تاريخ شبه الجزيره العربيه في عصورهاالقديمة

آلهة العرب / الجزء الاول

كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة.

فارس, عبدالغني غالي (2019). “الهدايا المتبادلة ما بين ملوك آشور وسائر حكام الشرق الأدنى القديم دراسة تاريخية تحليلية”. hawlyat al_montada (بالإنجليزية)

Gallagher، Marianne (1 “Home care pharmacist competency assessment program” Encyclopaedia of Islam

“دراسات في تاريخ العرب القديم

تاريخ العرب قبل الإسلام،

“سفر إشعياء – الأصحاح 21”.

“سفر حزقيال

 

“سفر التكوين – الأصحاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى