اللقاء الأخير قبل الرحيل..ابتسامة وداع… كلمة شكر….!
أزمة مرضيَّة مفاجئة تعرض لها رفيق دروب النضال أبو عمَّار… من عرفته وتعرفت عليه في ميادين ثورة شعب الجنوب منذ زمن طويل وقدم ابنه عمرو شهيدا على يد أمن مركزي عفاش أيام قمع الزخم الثوري الجنوبي … في زمن التأسيس تشاركنا رحلة النزولات لتأسيس مجالس الحراك في المسيمير من بلاد الحواشب … لن أسهب في السرد عن تلك الحقبة …فعلي عبد الله الخليفة الحوشبي عضو مجلس المستشارين في المجلس الانتقالي الجنوبي يعرفه الجميع كواحد من وجاهات منطقته ثم الحواشب والجنوب … لا تفارقه الابتسامة وروح الطرافة ساعيا دوما أو متصلا في قضايا ومشاكل الآخرين… تماهيًا في الآخر حتى أنكر ذاته؛ ومع ذاك تراكم الداء الذي تدرَّع صبر الكرام إزائه….حتى كشف عن ساقه مؤذنا برحيله المكبر يوم الخميس ال 11 رمضان 1445م… الموافق 21 مارس 2024م.
كانت هذه آخر صورة لنا بعد خروجه من مستشفى ابن خلدون في حوطة لحج…. زارني إلى البيت بمعية ابن الفقيد عبد سالم خلف مدير عام المسيمير سابقا وشخصية ذات حضور مجتمعي.. يريد مشاورتي في إقامة أربعينية أو مئوية للفقيد ناسيا أن يحدثني عن مرضه.
كان اللقاء قبل رحيله ب 3 أسابيع… وبعد رحيل عبد سالم خلف ب 37 يومًا…. عاود المرض له فجأة قبل رمضان .. وأسعف إلى مستوصف خاص ثم مستسفى الجمهورية وما أدراك ماهو ؟
قمت بنقله إلى مستوصف خاص ولكن الحال من بعضه رحلة شهرين لم نجد من يشخص الحالة والتي بالإمكان علاجها ولكن بعد فوات الأوان تم التشخيص حتى أدخله غسيلهم الكلوي في غيبوبة واستعصى التدخل الجراحي … محصلة المستشفيات في واقعنا بين عامة تملكها الدولة ودمرتها لصالح القطاع الخاص منذ أكثر من ثلاث عقود….وكادر بلا رغبة أو أخلاق المهنة إلا من رحم ربك وقليل ماهم ، وبين خاصة تفكير معظمهم…. الربح والربح فقط….ودوما ما نلقي فشلنا على الأقدار … نؤمن بقضاء الله ولكن هناك أسباب تعجل بالرحيل منها دخلاء مهنة الطب والأرباح على حساب الأرواح…!
وهنا أسجل للتاريخ كلمة شكر لكل من وقف مع فقيدنا في أزمته وفي الصدر منهم الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي تجاوب معنا على الفور ووجه بنقله إلى الخارج ولكن تأخر حالته ودخوله في غيبوبه استعصى على تسفيره!
عزاؤنا رحيلك في أيام مباركة ، نسأل الله أن يتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف: د. باسم منصور الحوشبي
العاصمة عدن…
16رمضان 1445
26 مارس 2024م.