فكر يمننة الجنوب .. لا يقل جرما وشانا عن الفكر النازي والعنصري!

كتب / علي منصور الوليدي

في اوج صعود نجم الزعيم العربي جمال عبد الناصر ودعمه لحركات التحرر العربي وحلمه بوطن عربي ووحدة العروبة ظهر القوميين العرب المتطرفين فرع اليمن بإطلاق مصطلح الوحدة اليمنية وعملوا منذ بداية الايام الأولى لثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م في الجنوب على الترويج لمصطلح الوحدة اليمنية، وعشية استقلال الجنوب تمكنوا من ترسيخ مصطلح (يمننة الجنوب) في اسم الدولة الجنوبية الوليدة واسموها (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وفي عام ١٩٧٠ مع إعلان أول دستور لها جسدوا هذا المصطلح اللئيم بـ(يمننة الجنوب) باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،وعند انتقالهم كحزب شمولي تولى السلطة عقب الاستقلال وبروز نزعة الفكر اليساري الاشتراكي المتطرف كانوا اول القافزين الى سفينته من خلال تحول التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية الى (الحزب الاشتراكي اليمني) الذي قادهم الى مشروع (تجربة الوحدة الفاشلة) عام ١٩٩٠ والتي اجهز نظام وحكام صنعاء على مشروع الشراكة فيها مع الجنوب باجتياح الجنوب عام ١٩٩٤م.. تحت شعار الدفاع عن الوحدة.

ودقوا اخر مسمار في نعشها باجتياح مليشيات أنصار الله وقوات عفاش للجنوب مرة ثانية في 15/3/2015م.. تحت شعار الصرخة (الموت لامريكا الموت لإسرائيل).
فأي وحدة هذه التي يتحدثون عنها وما الذي ابقوه من تجربة فاشلة مورست على الجنوبيين فيها لعبة الشطارة السياسية منذ بداية محاولاتهم لـ( يمننة الجنوب) التي انطلت على الكثير من القيادات المتطرفة الجنوبية؟!
والذين ما زال البعض منهم للأسف مشبع بها ادمغتهم الثورية المتطرفة.. بوعي أو بدون وعي.. غير مبالين أو مدركين ثمن هذه الاكذوبة اللئيمة التي بسببها اضاع الجنوبيين دولتهم ووطنهم ومجتمعهم ودفع الشعب الجنوبي ثمنا كارثيا باهضا وحتى اليوم.
ومن المؤسف له اليوم أن نرى البعض منهم ما زالوا يتغنوا بهذا المصطلح (الوحدة) الاكذوبة الفاشلة.. ممن لم تهزهم مشاعرهم وضمائرهم لما خلفه هذا الفكر الضال الكارثي والى ما تعرض له الجنوب كدولة ووطن وشعب من كوارث وفتن وحروب وغزو واحتلال وجرائم قتل وسحل وتشريد وتدمير هوية ونفسية كل مواطن جنوبي حر.
وما ارتكب بحق الجنوب وشعبه من جرائم حرب إبادة جماعية وممارسات تعسفية ودونية وعنصرية وطائفية ودينية ومذهبية وسطو ونهب لثرواته .. لا تقل جرما وشانا عن جرائم (النازية والفاشية) الأوروبية وجرائم الفصل العنصري (الابارتايد) بين البيض والسود في جنوب أفريقيا.. والذي دعت تلك الشعوب ودولها الى طي صفحة تلك المآسي ومقاضاة مرتكبيها بسن قوانين صارمة، حرمت قوانينها مجرد الترويج لها او النزعة لعودتها ومقاضات وتجريم كل من يدعو أو يروج لافكارها الكارثية .؟!
فيا ترى هل سنحتاج لقوانين رادعة وواقية لمكافحة الترويج لـ (يمننة الجنوب) على قرار سن قوانين تحريم وترويج الفكر النازي في أوروبا وتجريم وتحريم الترويج للفكر العنصري (الابارتايد) في جنوب أفريقيا؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى