هكذا تعلموا الأمانة من مناهج الدراسة والمدارس

كتب /علي أحمد السقلدي

 

الأمانة تشغل حيزاً كثيراً وكبيراً في مناهج التربية والتعليم في مدارس اليمن ،ناهيك عن حرص ديننا الإسلامي على التنبيه عليها،بقول الله {أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وغيرها من النصوص التي تتحدث عن أهمية الأمانة

والأمانة في زمن المجاعة والجوع صعب أدائها إلا لمن تربى وترعرع على حسن التربية ،ونهل من مناهل دورس الأمانة التي تلقاها من مناهج التربية والتعليم في المدارس التي بالأمانة تشغل الأمانة الحيز الاكبر والأكثر في هذه المناهج ،وماأحوجنا إليها هذه الأيام؟!!ونحن في زمن الخيانة ،وزمن السطو ،وزمن المجاعة والجوع والوجع،

طفل يمني يكرس مبدأ الأمانة ،ويؤدي الأمانة إلى أهلها بعد أن عثر على حقيبة مليئة بالذهب تقدر قيمته اثنين مليون وربع المليون ،أي حوالي ألفين وخمسمائة دولاراً أمريكياً ،حيث كان بجوار الذهب سند مستشفى فسلم الطفل الحقيبة أولاً إلى أبيه فاتصل أبوه برقم المستشفى الموجود على واجهة السند، وعرفوا صاحب الحقيبة إنه رجل من محافظة شبوة أتى ليعالج مريضهم ،وهو يعاني الفقر المدقع حيث اضطر إلى أن يبيع أغلى مايملك من أجل صحة ابنه ،وهو مجوهرات الأم ،ولكن ضاعت حقيبة الذهب ،وقيّض لها الله يداً أمينة وهي يد الطفل شعيب المعمري الذي عثر عليها ،وأعادها إلى صاحبها

إن هذا الطفل الأمين ضرب أروع الأمثل في حفظ الأمانة وأول حفظه لها أنه سلمها إلى يد والده ؛ولم يتلاعب بها

أو يبيعها أو يسلمها إلى أيادي غير أمينة ،لقد كان تصرف الطفل تصرفاً أميناً وفي محله

وهناك الكثير من أمثال هذا الطفل ممن احتفظ بالأمانة وسلمها إلى أهلها في مجتمعنا اليمني إنها رسالة الدين والبيوت التي أحسنت تربية أبنائها على الأمانة والأخلاق والفضائل ،إنها رسالة التربية ممثلة بالمعلم

و المدرسة اللذين كرسا مبدأ الأمانة في نفوس وقلوب وعقول التلاميذ

و مناهج الكتب ،ومن يتصفح كتب المناهج في جميع الصفوف والمراحل الدارسية يجد أمامه دروس الأمانة بكثرة

والجدير بالذكر هنا أن تصرف الطفل وإعادة الأمانة إلى أهلها هزّ وجدان الناس ،وأثار وسائل الأعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ،بل أن إدارة أمن العاصمة عدن استدعت الطفل وولي أمره وكرمته أيما تكريم

إن هذا الحدث حول مشكلة فقر أسرة المريض الشبواني إلى تعاطف شعبي كبير ،حيث تبرع وتعاون مع أسرة المريض كثير من التجار والناس وبذلك فرجوا كربة وأدخلوا سروراً إلى المريض وأسرته ،وسلمت حقيبة الذهب ،هذه هي أثار وثمار الأمانة في الدنيا فكيف بأثارها وثوابها في الآخرة!!!

هذه هي إخلاقيات شعب الجنوب

حفظ أمانة ،

وإنقاذ مريض،

وتعاون طيب……إلخ

وما أجمل تربية الأولاد في البيوت والمدارس على هذه الأخلاقيات العالية ؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى