لماذا تركز الصين على تايوان بدلًا من استعادة أراضيها من روسيا؟


الصين وروسيا.. علاقة صداقة مسيجة بتاريخ من انتزاع الأراضي

في سياق العلاقات الدولية والتوترات الجيوسياسية، أثار الرئيس التايواني “لاي تشينغ تي” تساؤلات حول توجهات الصين في استعادة الأراضي، متسائلًا: “إذا كانت الصين مهتمة فعلاً باستعادة الأراضي، فلماذا لا تركز على الأراضي التي تنازلت عنها لروسيا في القرن التاسع عشر، بدلاً من تايوان؟

وتواجه روسيا تحديات كبيرة حاليًا، حيث تنخرط معظم قواتها العسكرية في غزو أوكرانيا. وزير الدفاع البريطاني السابق، بن والاس، أشار إلى أن 97% من الجيش الروسي يُعتقد أنه موجود في أوكرانيا.

هذا الوضع يجعل روسيا عرضة لأي تحركات عسكرية من قبل الصين، خاصة في ظل غياب القوات النظامية على الجبهات الأخرى.

 

الصين تمتلك تفوقًا عسكريًا ملحوظًا مقارنة بروسيا، سواء في عدد الدبابات، أو القطع المدفعية، أو المركبات القتالية المدرعة.

الجيش الصيني، بقوامه الذي يصل إلى 965 ألف فرد، يفوق نظيره الروسي بشكل كبير، وهذا يمنح الصين ميزة واضحة في أي نزاع محتمل.

ولم تتوقف عند هذا الحد، بل سعت أيضًا لتطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة، منها الطائرة المقاتلة جيه-20، التي تعتبر نموذجًا لمقاتلة من الجيل الخامس، مقارنة بالطائرة الروسية سو-57، التي توصف بأنها تطوير لتصميمات قديمة وليست خفية بالشكل الكافي.

 

وعلى الرغم من التفوق الصيني في هذا المجال، قد لا تكون الصين جاهزة بعد لغزو تايوان المعقد بسبب الدعم الأمريكي القوي لتايوان.

ولكن، في حال قررت الصين التحرك ضد روسيا، فمن المرجح أن تجد القليل من المقاومة الفعلية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك جيدًا أهمية الشرق الأقصى الروسي، وخاصة مدينة فلاديفوستوك، التي تُعد مقرًا للأسطول الروسي في المحيط الهادئ وبوابة رئيسية للموارد القطبية الشمالية.

خريطة توضيحية لموقع فلاديفوستوك

لكن هذه المنطقة كانت دائمًا محل نزاع بين روسيا والصين، حيث يرى العديد من القوميين الصينيين أن فلاديفوستوك والأراضي المحيطة بها انتُزعت من الصين في القرن التاسع عشر.

مؤخرًا، أصدرت وزارة الموارد الطبيعية الصينية خريطة جديدة تحدد جزيرة بولشوي أوسورييسكي، على الحدود الصينية الروسية، كجزء من الأراضي الصينية، على الرغم من الاتفاق السابق بين البلدين لتقسيم الجزيرة.

هذه الخريطة، التي تضمنت إعادة تسمية أجزاء من الأراضي الروسية بأسماء صينية، تعكس مطالب بكين المستمرة.

الصين، التي أعلنت نفسها “دولة قريبة من القطب الشمالي”، تسعى للسيطرة على طرق الشحن في القطب الشمالي، بما في ذلك الطريق البحري الشمالي على طول ساحل القطب الشمالي الروسي، مما سيعزز نفوذها في المحيط الهادئ ويختصر المسافات بين أوروبا وآسيا.

في حديث بوتين الأخير، أشار عرضًا إلى أن “صغاره” يتقنون اللغة الصينية بطلاقة، وهو تعليق يثير تساؤلات حول التغيرات في العلاقة بين روسيا والصين.

يبدو أن بوتين يدرك الاتجاه الذي تتحرك فيه الرياح، حيث تلعب روسيا دور الشريك الأصغر في العلاقة المتنامية مع الصين.

مع تزايد نفوذ الصين في الشرق الأقصى الروسي والمحيط الهادئ، فإن روسيا تجد نفسها في موقف ضعيف، ويبدو أن الطريق أصبح مفتوحًا أمام الصين لمزيد من النفوذ في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى