الإتفاق السعودي الإيراني وإبعاده في حلحلة تداعيات الحرب 

بقلم: العميد/ وهيب بن سلم

 

عدو الأمس صديق اليوم والعكس صحيح هذه السياسة التي مارسها الكبار على أنها فن الممكن في كل المتغيرات وهو أن تفرض لك موطئ قدم في أي معترك سياسي مابالك عندما تكون معركة وجود مصيرية في أي لقاءات ومفاوضات جانبية وشاملة.

كلنا نتابع المتغيرات المتسارعة سوى سياسية أو تقاربات دبلوماسية واخفاقات حلفاء الامس وظهور تحالفات جديدة.

وكان الاتفاق السعودي الإيراني وبرعاية دولة الصين صفعة للولايات المتحدة وقد حلل السياسيون والمراقبون ذلك من خلال منظور مصالح دولهم بين مشكك ومتفاجئ ومنتقد وذو رؤية منفتحة في الأفق المستقبلي لذلك الإتفاق بل اعتبره البعض انقلاب دبلوماسي ل بكين في الشرق الأوسط بشكل فعلي في محاولة لإبعاد الغرب ، احدث ذلك تحولات سريعة وكبيرة والتي كانت النقطة المحورية هي حرب اليمن ( بين الشمال والجنوب ) وان كانت انعكاساته ستصل إلى لبنان وسوريا والعراق والسودان أيضا لكن تظل النقطة المحورية هي اليمن التي تعد حلبة الصراع الإقليمي(السعودي-الإيراني) وجاء هذا الإتفاق لإيران كمخرج لإخماد ماتتعرض له في شأنها الداخلي من شغب ومظاهرات وتدهور اقتصادي بينما السعودية وجدت فيه مخرجا لحماية أراضيها وأمن حدودها وسيادتها بعد خذلان الولايات المتحدة لها برغم اتفاقية الحماية معها مما أدى لإعادة النظر وخصوصا بعد تعرضها للهجوم المدمر لمنشأتها الحيوية واشتراط الأخيرة ربط برنامج الرياض النووي بالتطبيع مع إسرائيل.

لم يقتصر هنا على دور الصين الراعيه للإنفاق بل هناك أيضاً دوراً لروسيا الذي استبعد البعض لانشغالها بالحرب الروسية الأوكرانية. حيث كان للدور الروسي والتحركات الدبلوماسية دورا ملموس على الواقع من خلال دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي على اعتباره المسيطر الفعلي على الجنوب والحليف القديم الجديد وهذا تعد الزيارة الثالثة لموسكو وقبلها زيارة المبعوث الأممي لروسيا وتلتها زيارة السفير السعودي لموسكو والتحرك الدبلوماسي المبعوث الشخصي نائب وزير الخارجية الروسي إلى سلطنة عمان ولقاءه بالوفد الحوثي هناك مما أنتج هذا الدور الروسي لتفعيل ملف الأسرى للطرفين بعد أن تعثر في مارس2022م لتبادل الأسرى باكثر من 2200من الطرفين. اذن الدور الروسي جاء تماشياً مع الدور الصيني في المنطقة خاصة والشرق الأوسط بشكل عام ولقاء قمة موسكو بين الرئيس الروسي ونظيره الصيني ومما يثبت أن هيمنة أحادية القطب في طريق الاضمحلال مع بروز اقطاب عالمية متعددة وبزوغ دور ريادي عالمي جديد.

 

اذن في ظل كل المتغيرات والتحولات العالمية الكل يبحث عن مصالحه وطبيعي أن يبحث أصحاب الأرض عن مصالحهم ضمن تلك المستجدات وإيجاد الحلول التوافقية المقبولة محليا واقليميا ودوليا وهو ماتتحلى به قيادتنا السياسيةمن حكمة وحنكة وهدوء وتتطلب نضج وفهم أكثر واقعية للسياسات الاقليمية . ولاحظنا اقدام الولايات المتحدة بفتح قنصليتها في عدن هي خطوة سريعة تعد رد فعل سريع للاتفاق من جهة ولزيارة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لروسيا من جهةاخرى وذلك يطرح تساؤلات هل هو تقارب مع المسيطرين وأصحاب الأرض كجنوبيين أو الحفاظ على موقعها المهيمن بالمنطقة وافتعالها إثارة الصراعات لصالحها في ظل التدخل الصيني/ الروسي وانفلات زمام الأمور من يدها ووخوفها من الدور الفاعل للأقطاب المتعددة مستقبلاً..

 

 

 

*سنة أولى سياسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى