ليت عصا أبي طالتني.

 

خاطرة:خالد باوزير

منذكنت طفلًا صغيرًا لاأذكر أن أبي حفظه الله قد ضربني بالعصاء؛ إلا مرةً واحدةً في حياتي، حينما كان عمري ١٢ سنة، حينها شعرت بالظلم من قِبل أبي رغم أنها كانت ضربةً خفيفة؛ وهي المرة الوحيدة على مايبدو،
فلما كبرت كلما أتذكر تلك اللحظه تمنيت لوكانت أكثر من مرة، ياليت أبي كررها عدة مرات،
نعم إنها عصا الأب التي تجعل من الجاهل رجلاً وعاقلاً،
وكذلك قويًا ويتحمل كل شيء،
ليتني عشت تحت طائلة تلك العصا حينما كنت طفلًا بدلًا من أن أعيش في ظل ذلك الحب والحرص والدلال المفرط،
الذي جعل مني شابًا كسولًا وغير مبالياً؛
لاسيّما أهوال الحياة التي كان أبي بحرصه يحميني منها ونسي أنها بانتظاري في كل خطوة تخطوها أيام عمري وسأُجبر على مواجهتها عند شبابي وحدي. فماذا أفعل ؟!.
صحيح ربما تشعر بظلم أبيك اتجاهك حينما يضربك وأنت صغيرًا، ولكن حينما تكبر وتصبح رجلًا تواجه صعاب الحياة ستعرف إن هذا الضرب كان لصالحك،
إنها تلك العصا التي تربيك وتجعلك تشعر بالمسؤولية اتجاه نفسك وأهلك وبيتك،
ليتني نلت منها ولو حتى القليل لكنت أفضل مما أنا عليه الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى