خطاب إلى معالي وزير المالية … نحن وأولادنا نتضور جوعاً

د. حسين صالح باعلوي

 

معالي وزير المالية سالم بن بريك هل هذا صحيح في تجاهل وتهميش للجامعات الجنوبية؟؟

 

اقشعرّ بدني وأنا أنصت إلى أحد المعينين أكاديمياً بجامعة عدن وهو يرفع يديه إلى السماء ، أمام وزارة المالية قائلًا :

( اللهم إن هؤلاء الوزراء والوكلاء قد أقسموا باسمك الأعظم إن يؤدوا الأمانة ولم يؤدونها …..اللهم إنهم تولوا أمرنا فشقوا علينا فشق عليهم وعسر أمورهم إذا هم يتلاعبوا بالوقت علينا يارب العالمين ……اللهم أذقهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة إذا كانوا يتلاعبون علينا …..اللهم اجعلهم يتمنون الموت فلايجدونه أبدا ).

 

جرت القشعريرة في جسدي وسرت منسابة سريان التيار الكهربائي ، فوجدت نفسي أرفع يداي إلى السماء مؤمّنًا على دعاء الرجل عند صلاة الظهر والدنيا كلها تردد كلمات : الله أكبر…الله أكبر …الله أكبر….الله أكبر.

 

معالي وزير المالية المحترم: ماتردد عنك أثناء اختيارك وزير المالية وماسمعناه استبشرنا المعينين أكاديمياً بجامعة عدن به خيرًا ، وماسمعناه بعد ذلك من بعض الزملاء حمل لنا الأمل ، ويكفيك شهادة الناس لك أنك رجل متواضع خلوق ، وصاحب مهنية وأخلاق عالية فهل ترضى أن تصيبك دعوة مسكين أو مظلووووم فتشقى مابقي من عمرك ، ويحرمك الله نعيم الجنة في الآخرة بسبب تأخيرنا من قبل وكلاء الوزارة أو تسويف أحد معاونيك؟

 

أيها الوزير المتواضع الخلوق: هل ترضى لابنك أو قريبك أن يخدم في مرفق لمدة 18 عامًا أو خمسة عشر عامًا وهو يحمل مؤهل ماجستير أو دكتوراه ولايتقاضى ريالا واحدا من هذا المرفق؟.

 

معالي الوزير : هذا حالنا نحن الذين نحمل فتاوى من الخدمة المدنية من عام 2012 م ، حيث توقفت إجراءتنا في وزارة المالية في صنعاء يوم أن كان صخر الوجيه وزيرًا للمالية بسبب مماحكات سياسية بينه وبين رئيس الجامعة في تلك الفترة د. عبد العزيز حبتور ، وبسب دخول البلاد في وضع سياسي مضطرب انتهى بانفجار الحرب التي نتجرع ويلاتها إلى هذه اللحظة.

 

معالي الوزير : نحن مظلومون مسحوقون بلغ منا الغبن والقهر مبلغًا لايطاق نكابد الحياة وما نتقاضاه من مرافقنا لايفي بقيمة كيس من الأرز، وتحملنا كل عناء السنين ندرس في الجامعة لسنين طويلة جدًا ونحمل مؤهلات عليا ، ونحمل قرارات تعيين قانونية من جامعة عدن ، كما نحمل فتاوى قانونية سابقة من أيام أن كان نبيل شمسان وزيرًا للخدمة المدنية في صنعاء ، وكلنا مستمرون في التدريس في كليات الجامعة ، وكثير منا تجاوزت فترة تدريسه في الجامعة 17 عامًا ، بل مات من مات من زملائنا من القهر والغبن والانتظار ؛ لأنهم لم تعد لديهم القدرة على توفير قيمة الخبز الجافة والملح لأطفالهم.

 

معالي الوزير : تم تجديد فتاوانا القديمة في الخدمة المدنية من قبل د. عبدالناصر الوالي كل حسب جهته التي ينتمي إليها ، وتمت إحالة الفتاوى إليكم للنقل بنظام الخفض والإضافة ، بل وتعهدنا بالموافقة على إسقاط علاوتي الريف وطبيعة العمل ، وانتقلنا إليكم بعد توجيهات عليا من رئيس المجلس الرئاسي عبر مدير مكتب الرئاسة د. يحيى الشعيبي ، وكذلك تعليمات د. معين عبد الملك رئيس مجلس الوزراء ، وتجاوبت أنت معنا -جزيت خيرًا- بإحالة الموضوع إلى وكيل قطاع الموازنة وظلت المعاملات ثلاثة أشهر ثم أحيلت لوكيل قطاع التنظيم ، لكن كل هذا لم يجد طريقه للتنفيذ من شهر مايو 2022 م إلى هذه اللحظة ، وهانحن ندور في حلقة مفرغة من مكتب إلى مكتب والجميع يتلذذ بعذاباتنا ، بعد أن اختزلت الجامعة أعمارنا ، ومات من مات من زملائنا حاملين غلبهم وقهرهم إلى ربهم فلماذا هذا التسويف والمماطلة ؟ ما الذي يمنع من إنصافنا وموازناتنا متوفرة على حساب مرافق أخرى ؟

 

معالي الوزير أملنا كبييييير في الاستجابة وحل قضيتنا ، تجنبًا لعقاب يلحقكم من ربنا ، وتجنبًا للتصعيد والاعتصام الدائم في باب الوزارة ، وأعلم معالي الوزير أن المناصب زائلة ، وأن الدنيا فانية ، وسنرفع أمرنا لرب كريم قادر وغير غافل فاتقوا هذا الغضب وأنصفوا الناس ..

وجزاكم الله خيرًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى