مفاوضات جدة الفاشلة والتي امتنعت مصر عن دعمها او التفكير في حضورها بخصوص أزمة السودان 

كتب : عماد كامل 

 

جمهورية مصر العربية لا تجلس مع ميلشيات او قوات انفصالية او جماعات مسلحة ، مصر تجلس مع قادة دول وجيوش نظامية ومؤسسات معترف بها دولياً ، فما حدث من السعودية والامارات هو امر مخزي للغاية ان يجلسوا مع جماعات مسلحة قامت بالانفصال عن جيشها وتريد ان تدمر السودان وقواته المسلحة وتستولي علي الحكم ، بل وصل بهم الامر انهم جلسوا معهم علي طاولة مفاوضات واحدة لأقناع الجيش السوداني النظامي الممثل للدولة السودانية بشروط واملاءات ميلشيات الدعم السريع ، فبأي منطق واي عقل وصلتم الي هذا الفكر المتدني ، لكن بكل الاحوال افعلوا ما شئتم ومصر ستفعل ما تشاء ، وفي النهاية ما ستفعله الدولة المصرية هو الذي سيتم الاخذ به والعمل به وفق مصلحة الدولة السودانية وشعبها وجيشها ثم مصلحة الامن القومي المصري ، وبالفعل هذا ما اكدته تصريحات الجيش السوداني بعد قمة جدة الفاشلة والتي رفضها الجيش السوداني شكلا وموضوعا .

 

  • ومن الواضح للجميع من تحركات الجيش المصري واستدعاء كبير لقوات الاحتياط واجتماعات الرئيس السيسي بقيادات القوات المسلحة المصرية ان الدولة المصرية أخذت قرارها ولن تتراجع عنه خطوة واحدة في دعم الجيش السوداني والقضاء علي ميلشيات الدعم السريع ومنع كافة التدخلات الخليحية او الخارجية لدعم قوات الارهابي ” حميدتي ” ، ولن تسمح مصر بأن تتحول السودان الي ليبيا جديدة وسيتم التعامل بكل حسم .

 

  • واذا كانت مصر في السابق تقوم بالمناقشات والمشاورات الدائمة مع الاشقاء العرب ، فذلك لعدم تضارب المصالح وزيادة الخلافات وشق صف الامة العربية ، لكن عندما يصبح الاشقاء يبحثون عن مصالحهم الشخصية بصرف النظر عن مصالح شعوب ودول كاملة فعليهم تحمل العقبات سواء في السودان او اثيوبيا ، وتصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن مصر لن تعود مرة أخري لمجلس الامن فهو تصريح موجه من الاساس لبعض الاشقاء العرب اصحاب المصالح في اثيوبيا عامة وسد النهضة خاصة ، والايام القادمة ستشهد مواقف حاسمة من مصر اتجاه جميع القضايا التي تخصها او تخص الامة العربية دون الرجوع او التشاور مع اطراف تريد الزعامة وفرض السيطرة وهم لا يتوافر بهم شروطها.

زر الذهاب إلى الأعلى