جديد عام 2025م وقت يتزامن مع شهر رمضان
✍️علي أحمد السقلدي
الوقت أنفس ما يملكه الإنسان ،بل هو رأس مال الإنسان والوقت هو حياة الإنسان وحياة الإنسان هي الوقت ،هذا الوقت يمرُّ مرَّ السحاب ،وإذا مضى لا يعود إطلاقاً٠
لقد حرص ديننا الإسلامي الحنيف أيّما حرص على أهمية استغلال الوقت بما ينفع بني آدم ،وقد أقسم الله تعالى بالوقت في عدة مطالع للسور القرآنية ،والله إذا أقسم بشيء دليل على أهميته حيث أقسم :والفجر ،
والضحى ،
والعصر والليل وكلها تدل على الأوقات التي سيحاسب بها المرء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم ،ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام نبهنا إلى هذا اليوم الذي سيحاسب المرء على وقته حيث ورد قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :(لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال:عن عمره فيما أفناه،وعن شبابه فيما أبلاه،وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه،وعن علمه ماذا عمله به )
يالها من أسئلة عظيمة في يوم عظيم ،تقسعر له الأبدان ،ويندى لها الجبين! والله قد خاطب النفس الإنسانية؛ لأنها مياله للهوى،والجري وراء الملذات والشهوات،ولأنها أكثر غفلة حيث قال:{ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد}
فالأعمال الطيبة هي التي تنفع الإنسان دنيا وآخره حتى بعد ممات الإنسان حيث ينقطع عن الإنسان كل شيء إلا عمله والأعمال جزء من وقتك ،وعمر بن الخطاب يقول حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،فاليوم عمل بلاحساب ،وغداً حساب بلا عمل٠
إننا حين ننظر إلى الناجحين في الحياة ،نجد السرَّ وراء نجاحهم هو محافظتهم على أوقاتهم ،وحرصرهم الشديد عليها ،حيث استثمروها خير استثمار مما بلغوا أعلى مراتب النجاح والسعادة هذا في دنياهم ،فكيف بمن يستثمر الوقت في الأعمال الصالحة للآخرة يوم تبيضُّ وجوه ،وتسودُّ وجوه،يوم النجاح الحقيقي حين يحاسب المسلم هنالك عند الرَّب ويُكرَّم فيبيضّ وجه ،أو يحاسب فيسودّ وجه ويندم ولات وقت مندم٠
وكذلك نلاحظ الدول المتقدمة والمتطورة في العالم ،السرّ في تقدمها هو احترامها للوقت ،ووضع الخطط الاستراتيجية ،وجداول الأعمال وتنفيذها كل يوم وكل شهر وكل عام دون أن تتخلف عنها قيد شعره!
كله هذا بفضل ترتيب وتنظيم الوقت ٠
وها نحن اليوم على قاب قوسين أو أدنى من حلول عام 2025م ،فكم هناك من أشخاص عضوا أناملهم ندماً على ما فاتهم من وقت وعمر مر دون تحقيق مآربهم وأهدافهم في العام السابق 2024م ؛نتيجة تقصيرهم وتماطلهم وتأجيلهم من يوم إلى يوم ،لقد سرقهم الوقت واستدرجهم من حيث
لايعلمون!!
وكم من مؤسسات سوَّفت خططها وأجَّلت أعمال ومرَّت الأيام والشهور وهم في غفلة وتيهان وهكذا
قس على من يسلك هذا المسلك٠
أليس الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن وقته وكذلك أولياء الأمور والدول مسؤولون عن أوقاتهم وغيرهم الذين هم في ذمتهم ؟
الجديد في هذا العام 2025م.
أنه يتزامن مع حلول شهر عظيم هو أغلى وأفضل شهور الله ،وفيه ليلة ـوالليلة من الوقت ـوهي من أعظم الليالي ، إنه الشهر الفضيل شهر رمضان وليلة القدر فيه خير من ألف شهر،لذلك كان الني عليه أزكى الصلاة والسلام يشدُّ المئزر ويشمّر لهذا الشهر ويبذل قصارى جهوده من الأعمال الصالحة في طاعة الله الله والتقرب إليه،استغلالاً واستثماراً لوقت رمضان أغلى الأوقات ؛حيث تتضاعف الأجور والحسنات،وتقبل الدعوات٠
نتمنى من الجميع أن يجعلوا عام 2025 عاماً مثمراً يستثمر فيه الوقت من خلال وضع الخطط وتنفيذها في حينها دون تسويف أو مماطلة ،وأن يحافظوا على أوقاتهم كما يحافظوا على حدقات أعينهم،ونتمنى من الجميع أن يستعدوا ويتأهبوا لاستقبال شهر رمضان الكريم ليس بشراء المواد الغذائية ووو ،بل أن يستقبلوه بالإيمان والطاعات وإعداد الخطط وجدولة الوقت وترتيبه بما ينفعهم دنيا وآخرة ، فيضعوا الوقت نصب أعينهم دون تضييع له ،لأن البعض يحسب شهر رمضان شهر نوم وفسحة وراحة !!
إنه شهر راحة إيمانية روحانية وأعمال صالحات وطاعات ربانية .
كل عام وأنتم بخير وعام يسوده الأمن والاستقرار والسلام والتنمية والتصالح والتسامح أن شاءالله