شكراً رئيس مجلس القيادة الرئاسي

 

كتب/ الاستاذ/فضل الجعدي

شكرا لأنك افصحت عما تضمره الصدور
ولأنك وضعت النقاط على الحروف ولأنك قصرت المسافات ، والخاتمة لنا وبيدنا وعلينا ان نكون في مستوى نفس الصراحة والوضوح .

شتان بين قضيتنا وقضيتكم ، قضيتكم كرسي السلطة وقضيتنا إستعادة وطن ، قضيتنا تجذرت في القلوب والضمائر وتحولت إلى خارطة طريق لشعب أبي عانى الويلات والمرارة منذ اجتياح الجنوب في حرب 94 الظالمة ، ولن يحول بينه وبينها إلا النصر ولا سواه ، قضية شهداء خضبت دمائهم الميادين والساحات في ثورة الحراك السلمي الجنوبي ثم روت جبهات المواجهة ضد مليشيات الحوثي لتحصد النصر المبين والكثير من المكاسب السياسية والعسكرية ولا وجه لأي مقارنة بين قضية عادلة هدفها استعادة الدولة وبين قضية لم ترتق إلى الحفاظ على الدولة ولم تستنهض الهمم لتحرير ولو تبة صغيرة أو استعادة قرية أو منزل واحد ، وطوال الثمان سنوات كان العنوان الأبرز لجبهات الشمال هو التسليم والفرار رغم حجم الدعم والاسناد ..

لسنا هنا في صدد التعريف بالقضية الجنوبية فهي قد أضحت من الوضوح والمكانة والحضور ما لا يؤثر بها تصريح هنا أو هناك ، لكن الامر المريع الذي حدث أن عقلية عصابات حرب 94 وموقفهم من القضية والجنوب يتم استجراره الان وبطريقة الخفة والمخاتلة وتوصيفها كقضية هامشية سيتم حلها في إطار الدولة الضائعة وهو الأمر الذي لن يقبله شعب الجنوب ولا تستسيغه المرحلة ولا ينتمي الى الشراكة السياسية التوافقية القائمة على المناصفة بموجب اتفاق الرياض وهو أيضا خروج ضمني على مخرجات المشاورات التي رعتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي .
” تم الاتفاق على أهمية سرعة تنفيذ ما تبقى من خطوات في تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل فريق للمتابعة لتحقيق ذلك. كما تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة.” ولن يقبل المجلس الانتقالي بعد اليوم بأقل من الندية في إطار الشرعية وليس مجرد التمثيل فقط .

ان ما ذهبتم اليه بذلك التصريح ماهو إلا تأسيس لصراع جديد مع القضية الجنوبية وشعب الجنوب ومحاولات شديدة المكر لغمطها ونسف تضحيات أبناء الجنوب التي لا تزال مستمرة في الجبهات ومع الارهاب ، في الوقت الذي يرزح الحوثي كسلطة أمر واقع في الشمال وهو المستفيد الأوحد من مثل هكذا تصريحات ومواقف وانتم الخاسر الأكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى